لفرط
ما أتينا ما عاد أحدٌ يفتح لنا الباب, ولفرط ما حضرنا صرنا غير قابلين
للرؤية, وصرتم تعبرون بنا إلى سوانا, وتتخطون ظلالنا دون تحية! دققتم
أقدامنا بمسامير حاجتكم فلم نغادر, ومن أصابعنا شكّلتم علّاقات مفاتيح
فصرنا نصلكم بالطرقات, كما بغرف النوم. ضممناكم فاعتبرتم ضلوعنا أسرّة,
واتخذنا أدوار مراياكم فتخففتم من ملابسكم برميها على وجوهنا. قلتم: "ابقوا
إلى جوارنا؟" فزرعتمونا إلى الحائط, وقلتم: "نحبّكم" فلم نكتفِ بتقبيل
أرجلكم لدوافع البهجة, قبّلنا أحذيتكم أيضاً. نمنا على الأرض لأن قلوبكم
ضيقة, وأطفئنا عيوننا لأنها تضيء فتقلق مناماتكم, وأخيراً, كففنا عن
التنفس, إذ لأنفاسنا صفير يزعج رهافتكم.
كنّا نبالغ في المجيء, وصرتم لاعتبارنا شأن مفروغ من حتميته, وتراجعنا للغياب, فلم تنتبهوا لمقاعدنا الخالية!
كنّا نبالغ في المجيء, وصرتم لاعتبارنا شأن مفروغ من حتميته, وتراجعنا للغياب, فلم تنتبهوا لمقاعدنا الخالية!