تـقــــديــــــــم

مرحبا كيف حالك ؟ تريد البقاء هنا ؟

اشفق عليك لآنك ستكتشف ان القدر رتب لك لقاء مع رجل سجين، يبحث عن صيغة مناسبة يقنع بها حوائط غرفته كى يبتعدوا قليلاً عنه حتى يتنفس ..!!


الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

لا أعرف الشخص الغريب






لا أعرف الشخص الغريب ولا مآثرهُ...
رأيت جنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطىء الرأس احتراماً. لم
أجد سببا لأسأل: من هو الشخص الغريب؟
وأين عاش، وكيف مات [فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عدماً ويأسف للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النعش المُغطى بالبنفسج كي
يُودعنا وشكرنا ويهمس بالحقيقة
[ما الحقيقة؟]. ربما هو مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّه. لكنه هو وحده
الشخصُ الذي لم يبكِ في هذا الصباح،
ولم ير الموت المحلق فوقنا كالصقر...
[فالأحياء هم أبناء عم الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون] ولم
أجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟ [لا برق
يلمع في اسمه] والسائرون وراءه
عشرون شخصا ما عداي [أنا سواي]
وتُهتُ في قلبي على باب المقبرة:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ... لا فرق،
فالموتى سواسية أمام الموت.. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون...
وقد تكون جنازةُ الشخص الغريب جنازتي
لكنَّ أمراً ما إلهياً يؤجلها
لأسباب عديدة
من بينها: خطأ كبير في القصيدة!

ابى العظيم


كان أبي

كعهده ، محملا متاعبا

يطارد الرغيف أينما مضى...

لأجله ... يصارع الثعالبا

و يصنع الأطفال ...

و التراب...

و الكواكبا ...

أخي الصغير اهترأت

ثيابه ... فعاتبا

و أختي الكبرى اشترت جواربا !

و كل من في بيتنا يقدم المطالبا

ووالدي - كعهده -

يسترجع المناقبا

و يفتل الشواربا !

و يصنع الأطفال ...

و التراب ...

و الكواكبا !

***

أجمل حب




كَمَا يَنْبُتُ الصَبْرُ مِنْ بَيّنَ سَنَابِكِ العَطَشِ

وَجَدْنَا عَاشِقَيّنَ ذَاتَ يَوْمٍ

الليْلُ والقَمَرُ وليَاليِ السَهَر

واَعْيُن مَغْمُوسَة بحُلْمِ الرَبِيِعِ واُمْنَّياتِ الحَالمِينِ

وزَخَاتِ المطَر تَعْزِفُ سِيمْفُونِيّة حَنِيِنْ

وانَا اعْزِفُ عَلَى كَفَيّكَ شَكْوَايّ منْ السِنِينِ/ اَنِيِن

اتَعْلَمُ كَفَّاكَ كَمْ اشْتَاقَتْ اصَابِعِي لمُعَانَقَتِهُمَا

اَتعْلَمُ شَفَتَاكَ كَمْ بِتُ لَيّلِي اَبْكِي انْتَظِرُ نِدَائَهمَا

اتَعْلَم كَمْ انْتَظَرْتُكَ..!!

كَانْتِظَار بَابٍ قَدِيم لقَرْعِ العَابِرِين

كَعِتَابُ الصَبَاح لنَشِيد اللَيّلِ الحَزِيِن

كَأَرَقْ الاَمَانِي فِي عُيُونِ المحْرُوُمِيِن

اَلْفُ حِكَايَة نُوُر حَاوَلْتُ اتْقَانُ نَسْجِهَا و سَرْدِهَا

حَتى اذَا مَا التَقَيّنَا في دَرْبِ القَمَر لكَ رَوَيتّهَا

عَاشِقَان نَحْنُ حَتَى اخِرَ العُمْر

نَنْسُج مِن حَكَايا السَمَاء اُحْجِيَّة

نُحَاوِل كُل لَيّلَة انْ نَمُد فِي عُمْرِهَا كَي نَحُلهَا

نَتَلَصَصُ عَلَى رُبَا الصَبَاح

لِنَتَمَطَى عَلَى جُدْرَانِ الضَوْءِ

ونّقْفِزُ فَوَق اسْوَارِ البُكَاءِ حِيِنَ يَأتِي مَوْعِدُ غِيَابِه

اسِيرَان نَحْنُ .. فِي مُعْتَقَلِ الحُبِ

فَهَات يَدَيّكَ لاَعْرُجُ مِن فَوْقِهَا

واتَشَبَثُ بِنَافِذَةِ الامَلِ الضَيّقَة في اخِرِ فِصُوُل لَيّلِنَا

ونُفَتِشُ بِيّنَ سَرَادِيِب المَجْهُولِ عَن مَصِيرُنَا

غَرِيبَانُ نَحْن .. فيِ دُنْيَا غَرِيِبَة

فَلا تَسْألنُيِ لماَ احْمِل الخَوْفَ والدِمُوعَ بَيّن اهْدَابِي

لاَ تَسْأَلُنِي لمَا انْتَظِر دَوْمَا اَن يُطْلِقُ الزَمَنْ نِهَايَة لعَذَابيِ

فَهَكَذَا تَعَوّدْتُ اَنْ كُل شَئٍ يُهَاجِرُ

مَهْمَا مَنَحْنَاه جَوَائِزَ البَقَاءِ

ومَهْمَا اَرْسَيّنَا لهُ قَوَاعِدَ الاسْتِيِطَانِ

فَلِمَاذَا نحُاَوِل الرَكْضَ خَلْفَ ظِلاَلِ المُسْتَحِيِلِ ؟

والبَحْثُ دَوْمَا عَن سَبَبٍ وشَبِيِهِ لحُبِنَا في تَارِيخٍ قَدِيِم

والرَسْمُ عَلَى الجُدْرَانِ وجُذُوعِ الشَجَرِ ذِكْرَى لاسْمَائِنَا

لتُنْجِبُ لنَا يَومَا رِبَاطاً مِنْ زَمَنْ عَقِيِم

كَمَا يَنْبُتُ الصَبْرُ مِنْ بَيّنَ سَنَابِكِ العَطَشْ

وجَدْنَا عَاشِقَيّنَ ذَاتَ يَوْمِ

بِالحُبِ يَهْذِيَان وبِاُغْنِيَّاتِ الامَلِ يعْزِفَان

وبِالخَوْفِ مِن مُلاحَقَة ِعُيُّونِ البَشَرِ يَصْرِخاَن

وللحُلْمِ انْ يَكُون لهُمَا فَصْلٍ اخِيِر سَعِيد يَرْكُضَان
ايَا حَبِيبِي

اُحِبُكَ حُبُ الصَحَرَاء لعِنَاق المَطَر

حُبُ الاَرْضِ للسَمَاء حِين تُطِيل الَيّهَا النَظَر

اُحِبُكَ حُبُ ليّاليِ الصَيْفِ للسَهَر و لِرَائِحَة اليَاسَمِين

حُبُ الطُرُقَات لضَحِكَاتِ و خُطوَاتِ الماَرِين

حُبُ جَدَائِلي لقُبُلاتِ اَبِي فِي سَالِف السِنِين

كَمَا يَنْبُتُ الامَل مِنْ بَيّنَ أَحْضَانِ اليَأْسِ

سَأَجِدُكَ بَيّن احْرُفِي وخَوَاطِري وايّامِي واحْلامِي يّوْمَا

وتَبْقَى حَبِيبي دَوْمَا

ونَبْقَى حَبِيِبّيِن دَوْمَا