تـقــــديــــــــم

مرحبا كيف حالك ؟ تريد البقاء هنا ؟

اشفق عليك لآنك ستكتشف ان القدر رتب لك لقاء مع رجل سجين، يبحث عن صيغة مناسبة يقنع بها حوائط غرفته كى يبتعدوا قليلاً عنه حتى يتنفس ..!!


الجمعة، 11 نوفمبر 2011

الفارس





لا تنتظري أن يبتسم العابس
فالفارس ليس الفارس
مدي بإنائك
عبر السلك الشائك
وأسقيه من مائك
مدي طرف ردائك
حتي يصنع منه للقلب ضمادا
وبسد شقوق البرد القارس
ويرد البرد القارس
تتوالي كل فصول العام علي القلب الباكي
لم يستروح عبر الأشواك سوي رؤياك
فعيناك ، الفردوسان : هما الفصل الخامس
عيناك هما أخر نهر يسقيه
أخر بيت يؤويه
أخر زاد في التيه
أخر عراف يستفتيه
أريحيه
أريحيه علي الحجر البارد
كي يرتاح قليلا فلقد سار طويلا
وقفي كملاك الحب الحارس
وقفي حتي لا يفجئه الموت
قفي كملاك الحب الحارس

ها نحن مثل أطفال إذن ..ـ

نمحو كل مرة آثار الطباشير على الأرض لنرسم قوانين لعبة جديدة . نتحايل على كل شيء لنربح كل شيء. فتتّسخ ثيابنا ونصاب بخدوش ونحن نقفز على رِجْل واحدة من مربع مستحيل إلى آخر . كل مربع فخّ نصب لنا ، وفي كل مربع وقفنا وتركنا أرضاً شيئاً من الأحلام . كان لا بد أن نعترف أننا تجاوزنا عمر النط على رِجْل واحدة ، والقفز على الحبال ، والإقامة في مربعات الطباشير الوهيمة .ـ

أخطأنا حبيبتي .. الوطن لا يرسم بالطباشير ، والحب لا يكتب بطلاء الأظافر .. أخطأنا.. التاريخ لا يكتب على سبورة ، بيد تمسك طباشير وأخرى تمسك ممحاة .. والعشق ليس أرجوحة يتجاذبها الممكن والمستحيل . دعينا نتوقف لحظة عن اللعب. لحظة عن الجري في كل الإتجاهات. نسينا في هذه اللعبة مَنْ مِنّا القط ، ومَن الفأر.. ومن منا سيلتهم مَنْ.ـ

نسينا أنهم سيلتهموننا معاً ..ـ

لم يعد أمامنا متّسع للكذب. لا شيء أمامنا سوى هذا المنعطف الأخير. لا شيء تحتنا غير هاوية الدمار .ـ

فلنعترف أننا تحطّمنا معاً ..ـ

***************

مقتطف من رواية " ذاكرة الجسد "ـ

الملصقات الموروثة


في رأسك ألف باب صغير لم يفتح من قبل.
اكتفيت بفتح الأبواب التي ورثت مفاتيحها من الأهل والأقارب والكتب الأولى..
جرب أن تفتح الأبواب الأخرى ..
ولا تخف من الهواء الجديد



لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
أنت القادم بتوقيت هزّة أرضيّة
كيف لم تتنبأ بقدومك الأرصاد الجويّة
و لا أسعفتني في التهيّؤ لك
خبرتي العريقة
في توجّس الكوارث العشقيّة
***
لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
مباغتاً جاء حبّك كزلزال
مربكاً كضيف غير متوقّع
فاضحا كحالة ضوئيّة
مذهلاً، متألّقاً، ممتعاً
مدهشاً.. كلقاء العشّاق
متأخّراً.. متأخراً كالذوات
أنت الذي من فرط ما تأخّرت
كأنّك لم تأت
لم جئتني إن كنت ستعبر كإعصار
و ترحل؟
***
أكثر من حبّك.. أحبّها
عاصفة حبّك التي تمرّ على عجل
و تخلّف داخلي كلّ هذه الفوضى
أكثر من حبّك
أحبّ اشتعالي المفاجئ بك
أكثر من انبهارك بي
أحبّ اندهاش الحبّ بنا
في ليلة، لا شيء كان يوحي فيها أنّنا
سنلتقي
***
و أذكر تلك الليلة،
ذهبنا حيث ظننّا أنّ الصبر يذهب بنا
إلى طاولة ساهرة في مقهى
بعد أن قرّرنا أن نواجه جالسين
زلزال الحبّ المباغت
أذكر.. على ضوء خافت
كنّا نبذّر الوقت ليلاً بارتشاف قهوة
خوف إيذاء الفراشات الليليّة
و هي تقترب أكثر من قنديل الشهوة
دون توقّف
كنا نحتسي كلمات لا تنتهي
عن حبّ لم يبدأ
نذيب في فناجين البوح.. سكّر الرغبة
***
ذلك المساء
لم نختر أن نكون أوفياء
و ثمّة أشياء
لا اسم لها اختارتنا
و مدينة لم تكن لنا
و كنّا لها لليلة
حاصرتنا بذاكرة الأمكنة
و بذعر الوقت الهارب بنا
و بحمّى اللحظات المسروقة
***
ذلك المساء..

قلبنا منطق الأشياء
لم ندّع الوفاء لكن..
مررنا دون قصد بمحاذاة الخيانة
كم سعدنا يومها
و كم الحبّ اشتهانا
***
يومها، أكثر مما قلت لي
أحببتُ بوحك غير المكتمل
و ذلك التعاقب الشهي
لكلام بيننا لم يُقل
و فوضى الحواس بين صوتك.. و صمتك

***
ليلتها
أكثر مما فعله بي حبّك
كان حبّي
لحقائب كانت جاهزة قبلك
و طائرة تتربص بي
لتأخذني صباحاً هناك
حيث يمكنني أن أقاصصك الآن بالغياب
أنت الذي عاقبتني يوماً بمجيئك
في ذلك اليوم الذي..
لا شيء كان يوحي فيه أنّك ستأتي
و كلّ شيء كان يجزم.. أنّني سأرحل!ـ