ها نحن مثل أطفال إذن ..ـ
نمحو كل مرة آثار الطباشير على الأرض لنرسم قوانين لعبة جديدة . نتحايل على كل شيء لنربح كل شيء. فتتّسخ ثيابنا ونصاب بخدوش ونحن نقفز على رِجْل واحدة من مربع مستحيل إلى آخر . كل مربع فخّ نصب لنا ، وفي كل مربع وقفنا وتركنا أرضاً شيئاً من الأحلام . كان لا بد أن نعترف أننا تجاوزنا عمر النط على رِجْل واحدة ، والقفز على الحبال ، والإقامة في مربعات الطباشير الوهيمة .ـ
أخطأنا حبيبتي .. الوطن لا يرسم بالطباشير ، والحب لا يكتب بطلاء الأظافر .. أخطأنا.. التاريخ لا يكتب على سبورة ، بيد تمسك طباشير وأخرى تمسك ممحاة .. والعشق ليس أرجوحة يتجاذبها الممكن والمستحيل . دعينا نتوقف لحظة عن اللعب. لحظة عن الجري في كل الإتجاهات. نسينا في هذه اللعبة مَنْ مِنّا القط ، ومَن الفأر.. ومن منا سيلتهم مَنْ.ـ
نسينا أنهم سيلتهموننا معاً ..ـ
لم يعد أمامنا متّسع للكذب. لا شيء أمامنا سوى هذا المنعطف الأخير. لا شيء تحتنا غير هاوية الدمار .ـ
فلنعترف أننا تحطّمنا معاً ..ـ
***************
مقتطف من رواية " ذاكرة الجسد "ـ