تـقــــديــــــــم

مرحبا كيف حالك ؟ تريد البقاء هنا ؟

اشفق عليك لآنك ستكتشف ان القدر رتب لك لقاء مع رجل سجين، يبحث عن صيغة مناسبة يقنع بها حوائط غرفته كى يبتعدوا قليلاً عنه حتى يتنفس ..!!


الثلاثاء، 27 أبريل 2010

الحاكم والعصفور




أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ

لأقرأَ شعري للجمهورْ

فأنا مقتنعٌ

أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ

وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ –

بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ

وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ

أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ

وليسَ معي إلا دفترْ

يُرسلني المخفرُ للمخفرْ

يرميني العسكرُ للعسكرْ

وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ

لكنَّ الضابطَ يوقفني

ويريدُ جوازاً للعصفورْ

تحتاجُ الكلمةُ في وطني

لجوازِ مرورْ

أبقى موقوفا ساعاتٍ

منتظراً فرمانَ المأمورْ

أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ

ودمعي في عينيَّ بحورْ

وأمامي كانتْ لافتةٌ

تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)

تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)

وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ

أتقيأُ أحزاني..

وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ

وأظلُّ على بابِ بلادي

مرميّاً..

كالقدحِ المكسورْ

الحب لا يقف على الضوء الأحمر




هذا كتابي الأربعُونَ .. ولم أزَلْ
أحْبُو كتلميذٍ صغيرٍ .. في هَوَاكِ
هذا كتابي الأربَعُونَ..
ورغمَ كلِّ شَطَارتي .. ومَهَارتي
لم يرضَ عنّي ناهداكِ...
كلُّ اللغات قديمةٌ جداً..
وأَضْيَقُ من رُؤايَ ومن رُؤاكِ..
لا بدَّ من لغةٍ أُفَصِّلُها عليكِ .. حبيبتي..
لا بدَّ من لغةٍ تليقُ بمستواكِ
***
حَلَّقتُ آلافَ السنين.. وما وصلتُ إلى ذُرَاكِ
وجلبتُ تيجانَ الملوكِ..
وما حصلتُ على رضَاكِ..
وصعدتُ فوق الأبْجَديَّة كي أراكِ..
يا مَنْ تخيطُ قصائدي ثوباً لها..
هل ممكنٌ بين القصيدةِ .. والقصيدةِ ..
أنْ أراكِ؟؟...

أوريانتيا




أوريانتيا
صديقة من آسيا
الأنف من شيراز
والعينان من قفقاسيا
.. والشفتان .. زهرتا أضاليا
أوريانتيا
.. تكونت
من رغوة البحار
من نكهة المانغو
.. من الأصداف والمحار
من كل ما في الهند
من طيب .. ومن بهار
أوريانتيا
شاحبة جملت الشحوب
.. دافئة
كالبن في مزارع الجنوب
تائبة ! من قال ؟
جل الحسن أن يتوب
أوريانتيا
نهدان واقفان
كقبتي نحاس
في ذهب المغيب
صحنان صينيان رائعان
قلعان من لهيب
.. تزودا من آسيا
.. بزهرتي غاردينيا
.. بعنبر .. بفلفل .. بطيب
.. وحبتي زبيب
أوريانتيا
شاحبة جملت الشحوب
أوريانتيا
.. أحر ما عرفت من توابل الجنوب

حب استثنائي لامرأة استثنائية





أكثر ما يعذبني في حبك ..
أنني لا أستطيع أنْ أحبك أكثر ..
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس ..
أنها بقيت خمساً .. لا أكثر ..
إنَّ أمرأةً استثنائية مثلك
تحتاج إلى أحاسيس استثنائية ..
وأشواق استثنائية ..
ودموع استثنائية ..
لها تعاليمها ، وطقوسها ، وجنتها ، ونارها
إنَّ أمرأةً استثنائية مثلك ..
تحتاج إلى كتب تكتب لها وحدها ..
وحزن خاص بها وحدها ..
وموت خاص بها وحدها
وزمن بملايين الغرف ..
تسكن فيه وحدها ..
لكنني واأسفاه ..
لا أستطيع أن أعجن الثواني
على شكل خواتم أضعها في أصابعك
فالسنة محكومة بشهورها
والشهور محكومة بأسابيعها
والأسابيع محكومة بأيامها
وأيامي محكومة بتعاقب الليل والنهار
في عينيكِ البنفسجيتين ..
أكثر ما يعذبني في اللغة .. أنها لا تكفيكِ ..
وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبكِ ..
أنتِ امرأة صعبة ..
أنتِ امرأة لا تُكتب ..
كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتكِ..
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئية ..
معكِ لا توجد مشكلة ..
إنَّ مشكلتي هي مع الأبجدية ..
مع ثمانٍ وعشرين حرفاً ، لا تكفيني لتغطية بوصة
واحدة من مساحات أنوثتك ..
ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهكِ
الجميل ..
إنَّ ما يحزنني في علاقتي معكِ ..
أنكٍ امرأة متعددة ..
واللغة واحدة ..
فماذا تقترحين أنْ أفعل ؟
كي أتصالح مع لغتي ..
وأزيل هذه الغربة ..
بين الخزف ، وبين الأصابع
بين سطوحكِ المصقولة ..
وعرباتي المدفونة في الثلج ..
بين محيط خصركِ ..
وطموح مراكبي ..
لاكتشاف كروية الأرض ..
ربما كنتِ واضيةً عني ..
لأنني جعلتكِ كالأميرات في كتب الأطفال
ورسمتكِ كالملائكة على سقوف الكنائس ..
ولكنني لست راضياً عن نفسي ..
فقد كان بإمكاني أنْ أرسمكِ بطريقةٍ أفضل ..
ولكن الوقت فاجأني
وأنا معلَّق بين النحاس .. وبين الحليب ..
بين النعاس .. وبين البحر ..
بين الخطوط المنحنية .. والخطوط المستقيمة ..
ربما كنتِ قانعةً ، مثل كل النساء
بأية قصيدة حبٍ . تقال إليكِ ..
أمَّا أنا فغير قانع بقناعاتك ..
فهناك مئات من الكلمات تطلب مقابلتي ..
ولا أقابلها ..
وهناك مئات من القصائد ..
تجلس ساعات في غرفة الانتظار ..
فاعتذر لها ..
إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما ..
لامرأةٍ ما ..
ولكنني أبحث عن قصيدتكِ أنتِ ..
إنني عاتب على جسدي
لأنه لم يستطع ارتدائكِ بشكلٍ أفضل ..
وعاتب على خيالي ..
لأنه لم يتخيل كيف يمكن أن تنفجر البروق
وأقواس قُزح ..
من نهرين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشر ..
بصورةٍ رسمية ...
ولكن .. ماذا ينفع العتب الآن ..
بعد أن أصبحت علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة
سقطت في البحر ..
وكانميزان الزلازل
يتنبأ باهتزاز الأرض ..
ويعطي علامات يوم القيامة ..
ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفاية ..
لالتقط إشاراتكِ ..
ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفاية ..
لأقرأ أفكار الموج والزبد
وأسمع إيقاع دورتكِ الدموية ...
أكثر ما يعذبني في تاريخي معكِ ..
أنني عاملتكِ على طريقة بيدبا الفيلسوف
ولم أعاملك على طريقة رامبو ، وزوربا .
وفان جوخ ، وديك ألجن .. وسائر المجانين
عاملتكِ كأستاذ جامعي ..
يخاف أن يحب طالبته الجميلة ..
حتى لا يخسر شرفه الأكاديمي ..
لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الاعتذار إليكِ ..
عن جميع أشعار التصوف التي أسمعتكِ إياها
يوم كنتِ تأتين إليَّ ..
مليئة كالسنبلة ..
وطازجة كالسمكة الخارجة من البحر ..
أعتذر إليكِ ..
بالنيابة عن ابن الفارض ، وجلال الدين الرومي ،
ومحي الدين بن عربي ..
عن كل التنظيرات .. والتهويمات .. والرموز ..
والأقنعة التي كنت أضعها على وجهي ، في
غرفة الحب ..
يوم كان المطلوب مني ..
أنْ أكون قاطعاً كالشفرة
وهجومياً كفهدٍ إفريقي ..
أشعر برغبةٍ في الاعتذار إليكِ ..
عن غبائي الذي لا مثيل له ..
وجبني الذي لا مثيل له ..
وعن كل الحكم المأثورة ..
التي كنت أحفظها عن ظهر قلب ..
أعترف لكِ يا سيدتي ..
أنكِ كنتِ امرأةً استثنائية
وأنَّ غبائي كان استثنائياً ...
فاسمحي لي أن اتلو أمامكِ فعل الندامة
عن كل مواقف الحكمة التي صدرت عني ...
فقد تأكد لي ..
بعدما خسرت السباق ..
وخسرت نقودي ..
وخيولي ..
أنَّ الحكمة هي أسوأ طبقٍ نقدِّمه ..
لامرأةٍ نحبها ...