تـقــــديــــــــم

مرحبا كيف حالك ؟ تريد البقاء هنا ؟

اشفق عليك لآنك ستكتشف ان القدر رتب لك لقاء مع رجل سجين، يبحث عن صيغة مناسبة يقنع بها حوائط غرفته كى يبتعدوا قليلاً عنه حتى يتنفس ..!!


الأربعاء، 30 نوفمبر 2011


متى بدأ جنوني بك؟ ترى أفي ذلك اليوم الذي رأيتك فيه لأول مرة؟ أم في ذلك اليوم الذي قرأتك فيه لأول مرة؟
. ترى يوم ضحكتِ أم يوم بكيت. أعندما تحدَّثتِ.. أم عندما صمتِّ.

الجمعة، 25 نوفمبر 2011


سألتُ الطَّريقَ: لماذا تَعبتْ ؟

فقالَ بحُزن: من السَّائرِين

أنينُ الحَيَارى ، ضَجيجُ السُّكارى

زُحامُ الدُّموعِ على الرَّاحلِين

وبينَ الحنَايا بقَايا أمانٍ ،

وأشلاءُ حُبّ وعُمرٍ حزينْ

وفوقَ المضَاجِع عطرُ الغوانِي ،

وليلٌ يُعربِد في الجَائِعين

وطفلٌ تغرّب بينَ الليالي ،

وضَاع غرِيبًا معَ الضَّائعِين !

وشيخٌ جَفاهُ زمانٌ عقِيم ،

تهاوَت عليهِ رمالُ السِّنين

وليلٌ تُمزِّقُنا راحتاهُ ،

كأنَّا خُلِقنا لكي نَستكِين !

وزهرٌ تَرنَّح فوقَ الرَّوابِي ،

وماتَ حزينًا على العاشقِين

فمن ذا سيرحمُ دمعَ الطَّريـقِ

وقد صارَ وحلًا من السَّائِرين !

همستُ إلى الدَّربِ: صبرًا جميلًا

فقال: يئستُ من الصَّابرين

الأحد، 20 نوفمبر 2011

وصية الحجاج بن يوسف الثقفى لطارق بن عمرو عن أهل مصر


Unhappy وصية الحجاج بن يوسف الثقفى لطارق بن عمرو عن أهل مصر

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ

صدق الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين :-


لو ولاك أمير المؤمنين أميراً على مصر فعليك بالعدل
فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجياف الحطب
وهم أهل قوة وصبر و جلدة و حمل



و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم
فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه
وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه
فإتقي غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم
فإنتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثاً

1- نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها

2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم

3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك

وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله

الجمعة، 18 نوفمبر 2011


1- صورة..

في كل شرفة وجه معلق

وذكريات تحتضر

2- نصيحة

عصافير تزقزق ، وفرح يطير

لمن ترش السماد؟

العروق صارت جافة

3- ولادة

الطبيب يحمل خنجره

وأنا أحمل ألمي

ترى من يتمخض أولاً؟

4- عجز

للحب كما للثورة

طعم النار

التي لا يستسيغها أحد

5- مواطنون

أحببت ولمرات ثلاث

فكان الأول خائناً

الثاني جباناً

الثالث أفعى

وكلهم ينتمي للوطن

6- جرح

دعك من الشفافية

الرصاصة لا تطهر الجرح

قبل أن تخترقه

7- يقظة

أنشد ملحمته لهز الكيان العربي

فكان الاجماع بنقل الكيان

إلى (الخصر)..

8- أمنية

ليت همتك بحجم الصوت

الذي ترفعه

6-رجاء

اذا لم يكن نسلك من سلالة النسور

فلسنا لحاجة لمزيد من النعاج

10- منفى

يهددني ببعثة إلى الجحيم

ماذا يسمي إذاً ، بقائي هنا؟

11- وعد

عندما أتجرع خمرتي

وأعلن جنوني

وأجد حبل مشنقة

يليق بكلمتي

فسأقولها

12- مسيرة

حزنت لأجلك أيها الحبيب

حين رفستك شعارات

التقدم لى الوراء

13- تشاؤم

ثمّة قلقٌ ملحٌ يدعوني للخوف

أن ترتطم حروفي نهاية المطاف

بعقول فجّة

14- اخراج

تماماً كالسقطة الكلامية

أو الغلطة المطبعية

في كل خلية لا بد من السهو

15- ثورة

في الدهر البعيد

ثمة ليل، ومشنقة، ووجه قمر

استبد الليل

واستطالت المشنقة

وسطع القمر

16- جرأة

للحقيقة والزنزانة

باب واحد

17- تقدير

أُجلّ الحمار حين ينهق

وليس عندما (يفكر)

18- مهزلة

(أنا) يا لتلك الحشرة

التي تطنُّ في عالم مليء

بلطّاشات الذباب..

19- تحذير

قبل أن تحتك بالآخرين

تذكّر أن للصوّان شراراً يتّقد

20- شرط

اذا لم تكن كلمتك لامعة كالبرق

أخاذة كالرعد

مدوية كالرصاص

أحرى بك أن تنسى كيف تنطق أصلاً

21- مزاد

لا تأمل ممن يشتري ، يبيع

أن يحفظ كرامتك في صندوق (الأمانات)

22- فوارق

الابداع عندي (حرية)

الحرية عندهم (سقوط)

23- دعوة

الورقة بيضاء

القلم جاف

هلمّ أيها الصديق بهذه السكين

طعنة.. اثنتان..

أريد اتمام القصيدة

24- نهاية

حذار

القلم طافح بالدم

الصفحة ملطخة بالقصيدة

والصديق يرفع بصماته عني

كلمات

  • الحل يحتاج إلى حمولة سبع سماوات من القنابل..ولا أظنها ستكفي لغسل العار ......!
  • آخر قناة للحوار عندنا أغلقت بالرصاص، بعد انتهاء الخلافة الراشدة بساعة !
  • أنا إرهابي، من قبل سبتمبر ومن بعده ..!
  • سيغدو مستحيلاً على من سجد الملائكة لهم، أن يسجدوا للبهائم ...!
  • احرقوا كل قصائدي في لينين !
  • أنا رجل ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت .....
  • الحكومات لم تنزل من السماء بالمظلات، إنما هي نتيجة وضع شعبي مختل
  • نحن شعب بإمكان أي مواطن فيه أن يكفّر جميع المواطنين، ويحجز الجنة التي عرضها السماوات والأرض..له وحده....!!!!
  • الإسلام قلبي، والعروبة ملامحي وصوتي ...
  • كيف استطيع التخلص من قطعان " المافيا اللغوية " التي تكتظ بها حظائر النشر الاحتكارية ؟
  • في زماننا هذا، استأثر فرعون بخزائن قارون.
  • أنا من يدفع للحكومة !
  • سأنشغل، لبعض الوقت، بدفن كرامة أمّة كاملة لا تزال جثتها مرمية على رصيف شارع (الفيديو كليب) ..!
  • دور الأنظمة هو نفس دور حمالة الحطب !

الخميس، 17 نوفمبر 2011

حقائب حبّ على رصيفِ الصيف




لا أفهم وسط زحمة الأعياد والأعراس ، ألا يكون للفراق عيد أيضا ، يحتفل فيه العشّاق بالقطيعة ، كما لو كانت مناسبة سعيدة . لا مناسبة للاحتفال بالنكد ، على طريقة أخينا الذي يُغنّي "عيد ميلاد جرحي أنا " .
ثمّ . . كيف أن هذا الكمّ من المجلّات ، التي تتسابق كل صيف لتعليمنا كيف نحبّ ، وماذا نأكل من الأطعمة الْمُثيرة للشهوة ، وماذا نرتدي في المناسبات الحميمة ، وكيف نغنم م
...باهج الصيف ، لم تفكّر في نجدتنا بمقالات تعلّمنا كيف نتفادَى الوقوع في مطبّ الحبّ ، ولا الاحتفاظ برأسنا فوق الماء إن نحنُ غرقنا، وكيف نتداوى من عاداتنا العشقيّة السيئة ، بإيقاف تلك الساعة الداخليّة التي تدور عقاربها فينا ، و تجعلنا نواصل العيش بتوقيت شخص، ما عاد موجوداً في حياتنا .
الجوع العاطفي لدى القارئات ، فتح شهيّة المجلاّت الفرنسيّة كما اللبنانية ، فخصّصت أغلفتها لحثّنا على تناول الكافيار والسلمون والصَّدَف والشوكولا ، بصفتها أطعمة تفتَح القابليّة على ملذّات أُخرى। كان عليها أن تقول أيضاً لِمَن لا يملك ثمن هذه الأطعمة الفاخرة ، ولا يملك حبيباً يتناولها من أجله، ماذا عليه أن يلتهم ليقْمَع رغباته ؟ وبماذا تنصحنا أن نأكل في فترة نقاهتنا العاطفيّة ؟ وماذا نرتدي وماذا نترك مِن ثياب مُعلَّقة في خزانة الذكريات ؟ وأيَّـة أمكنة نزور للنسيان أو نتحاشَى المرور بها ؟ أي كُتب نُطالِع ؟ لأي أغانٍ نستمع ؟ أيَّـة وجهَـة نُقاطِع في أسفارنا ؟ وبِمَن نستنجد كي نُعجّل في شفائنا ؟ أبالعطّارين وقارئات الفنجان على طريقة نـــزار؟ أم بالمشعوذين والسَّحَـرَة على طريقة الأُمّيات ؟ أم ببائعي المجوهرات ومُصمِّمي الأزياء ، كما تفعل الثريّات ؟ أم فقط بالحلّاقين مادام الشَّعر يسرد تحوّلات المرأة وَيَشِي بتغيُّـراتها النفسيّة ، وتقلّبات مزاجها العاطفيّ . فتسريحة الشعر ولونه وقصّته ، هي أوّل ما تُغيِّرها المرأة عند نهاية قصّة حبّ ، أو بداية علاقة جديدة ، كما لتُعلن أنها أصبحت امرأة أُخرى ، وأنها كما الزواحف ، قادرة على تغيير جلدها ، وخلع ذاكرتها . كلام يجزم به علماء النفس ، ويؤكده الازدحام المتزايد على صالونات الحلاقة النسائية .

..ثـــمَّ ، اعلمن يرحمكنّ اللّه ، أنّ القَطِيعَة العاطفيّة تُصيب بالاكتئاب ، فيتداوى منها البعض بالهجوم على البَـرّاد ، وأخريات باللجوء إلى محال الثياب . وهنا أيضاً، كثيراً ما يَشِي وزننا الزائد بما فقدناه مِن حُــبّ، وتَفيض خزائننا بثياب اقتنيناها لحظة ألـمٍ عاطفيّ ، قصد تجميل مزاجنا، عندما فرغت مفكّرتنا من مواعيد ، ما عدنا نتجمّل لها . بينما تهجم أخريات على الها...تف، يُحادثن الصديقات، ويشغلن أنفسهنّ عن صوتٍ لن يأتي ، ووحده يعنيهنّ ، بثرثرة مع إناث الضجر .
للقارئات المبتليات بالهاتف، أُوضّح أنّ الحِمية العاطفية تبدأ برجيم هاتفي ، والامتناع عن الشكوى للصديقات ، عملاً بنصيحة أوسكار وايلد ، الذي كان يقول " إنّ المرأة لا تُواسِـي امرأة أُخرى ، إلاّ لتعرف أسرارها ".
أخيــرا .. إن هزَمنا الحنين ، لنتذكّر أنه هزم قبلنا رجالا اعتقدوا أنهم يمازحون النسيان ، وأفسد عليهم إجازتهم الصيفيّة .ألم يعترف نزار :
"وحاولتُ بعد ثلاثين عاماً من العشق أن أستقيلَ ، وأعلنتُ في صفحاتِ الجرائد أني اعتزلتُ قراءة ما في عيون النساء، وما في رؤوسِ النساء ، وما تحت جلد النساء، وأغلقتُ بابي لَـعَـلّـي أنام قليلا ، وأغمدتُ سيفي وودّعتُ جندي ، وودّعتُ خيلي التي رافقتني زماناً طويلا ، وحاولتُ إقناع حُـبّـك أنّ إجازة عامٍ على البحر، أو في أعالي الجبالِ، تُفيد كِـلَـيْـنَـا ، ولكنّ حبَّكِ ألقَى الحقائب فوق الرصيفِ وأخبرني أنّه لا يُريد الرحيلَ " .

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

إنها " مصر "


إنها " مصر " :
إذا غنّت ، رقص العرب
واذا انجبت " عمرو دياب " ستجد له نسخة في كل عاصمة !
واذا غنى " عبدالحليم " - خليّ السلاح صاحي – اخرج العرب
كل بواريدهم العصملية من مخازنها !
... وصار رمي اليهود في البحر خيارا استراتيجيا لكل العرب .
اما اذا جنحت للسلم فأعلم ان – حتى " مقديشو " – سيصبح
السلام خيارها ( وبطيخها ) الاستراتيجي !

انها " مصر " :
اذا " تحجبت " سيصبح " الحجاب " اكثر الازياء رواجا
واذا اطلقت لحيتها ، فسيقل عدد الحلاقين من طنجة الى ظفار
واذا خرجت للشارع وهي تحمل بيدها قنبلة وساطورا
فأعلم انك سترى هذه القنبلة – بعد سنة .. سنتين ... عشرا – في شوارع
الجزائر والرياض والرباط والكويت ... وبقية الشوارع !

و .. انها " مصر " .. البهيّة ، الولاّدة :
تنام ، ولكنها لا تموت
استعادت وجهها ، ودورها ، وقالت : " كفايه " ..
وعندما تقول مصر " كفاية "
يقولون في فلسطين " كفى "
ويصرخون في اليمن " ارحلوا "
وانتظروا – سنة .. سنتين ... عشرا – لتسمعوا
" كفايه " بكل اللهجات !"

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

الفارس





لا تنتظري أن يبتسم العابس
فالفارس ليس الفارس
مدي بإنائك
عبر السلك الشائك
وأسقيه من مائك
مدي طرف ردائك
حتي يصنع منه للقلب ضمادا
وبسد شقوق البرد القارس
ويرد البرد القارس
تتوالي كل فصول العام علي القلب الباكي
لم يستروح عبر الأشواك سوي رؤياك
فعيناك ، الفردوسان : هما الفصل الخامس
عيناك هما أخر نهر يسقيه
أخر بيت يؤويه
أخر زاد في التيه
أخر عراف يستفتيه
أريحيه
أريحيه علي الحجر البارد
كي يرتاح قليلا فلقد سار طويلا
وقفي كملاك الحب الحارس
وقفي حتي لا يفجئه الموت
قفي كملاك الحب الحارس

ها نحن مثل أطفال إذن ..ـ

نمحو كل مرة آثار الطباشير على الأرض لنرسم قوانين لعبة جديدة . نتحايل على كل شيء لنربح كل شيء. فتتّسخ ثيابنا ونصاب بخدوش ونحن نقفز على رِجْل واحدة من مربع مستحيل إلى آخر . كل مربع فخّ نصب لنا ، وفي كل مربع وقفنا وتركنا أرضاً شيئاً من الأحلام . كان لا بد أن نعترف أننا تجاوزنا عمر النط على رِجْل واحدة ، والقفز على الحبال ، والإقامة في مربعات الطباشير الوهيمة .ـ

أخطأنا حبيبتي .. الوطن لا يرسم بالطباشير ، والحب لا يكتب بطلاء الأظافر .. أخطأنا.. التاريخ لا يكتب على سبورة ، بيد تمسك طباشير وأخرى تمسك ممحاة .. والعشق ليس أرجوحة يتجاذبها الممكن والمستحيل . دعينا نتوقف لحظة عن اللعب. لحظة عن الجري في كل الإتجاهات. نسينا في هذه اللعبة مَنْ مِنّا القط ، ومَن الفأر.. ومن منا سيلتهم مَنْ.ـ

نسينا أنهم سيلتهموننا معاً ..ـ

لم يعد أمامنا متّسع للكذب. لا شيء أمامنا سوى هذا المنعطف الأخير. لا شيء تحتنا غير هاوية الدمار .ـ

فلنعترف أننا تحطّمنا معاً ..ـ

***************

مقتطف من رواية " ذاكرة الجسد "ـ

الملصقات الموروثة


في رأسك ألف باب صغير لم يفتح من قبل.
اكتفيت بفتح الأبواب التي ورثت مفاتيحها من الأهل والأقارب والكتب الأولى..
جرب أن تفتح الأبواب الأخرى ..
ولا تخف من الهواء الجديد



لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
أنت القادم بتوقيت هزّة أرضيّة
كيف لم تتنبأ بقدومك الأرصاد الجويّة
و لا أسعفتني في التهيّؤ لك
خبرتي العريقة
في توجّس الكوارث العشقيّة
***
لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
مباغتاً جاء حبّك كزلزال
مربكاً كضيف غير متوقّع
فاضحا كحالة ضوئيّة
مذهلاً، متألّقاً، ممتعاً
مدهشاً.. كلقاء العشّاق
متأخّراً.. متأخراً كالذوات
أنت الذي من فرط ما تأخّرت
كأنّك لم تأت
لم جئتني إن كنت ستعبر كإعصار
و ترحل؟
***
أكثر من حبّك.. أحبّها
عاصفة حبّك التي تمرّ على عجل
و تخلّف داخلي كلّ هذه الفوضى
أكثر من حبّك
أحبّ اشتعالي المفاجئ بك
أكثر من انبهارك بي
أحبّ اندهاش الحبّ بنا
في ليلة، لا شيء كان يوحي فيها أنّنا
سنلتقي
***
و أذكر تلك الليلة،
ذهبنا حيث ظننّا أنّ الصبر يذهب بنا
إلى طاولة ساهرة في مقهى
بعد أن قرّرنا أن نواجه جالسين
زلزال الحبّ المباغت
أذكر.. على ضوء خافت
كنّا نبذّر الوقت ليلاً بارتشاف قهوة
خوف إيذاء الفراشات الليليّة
و هي تقترب أكثر من قنديل الشهوة
دون توقّف
كنا نحتسي كلمات لا تنتهي
عن حبّ لم يبدأ
نذيب في فناجين البوح.. سكّر الرغبة
***
ذلك المساء
لم نختر أن نكون أوفياء
و ثمّة أشياء
لا اسم لها اختارتنا
و مدينة لم تكن لنا
و كنّا لها لليلة
حاصرتنا بذاكرة الأمكنة
و بذعر الوقت الهارب بنا
و بحمّى اللحظات المسروقة
***
ذلك المساء..

قلبنا منطق الأشياء
لم ندّع الوفاء لكن..
مررنا دون قصد بمحاذاة الخيانة
كم سعدنا يومها
و كم الحبّ اشتهانا
***
يومها، أكثر مما قلت لي
أحببتُ بوحك غير المكتمل
و ذلك التعاقب الشهي
لكلام بيننا لم يُقل
و فوضى الحواس بين صوتك.. و صمتك

***
ليلتها
أكثر مما فعله بي حبّك
كان حبّي
لحقائب كانت جاهزة قبلك
و طائرة تتربص بي
لتأخذني صباحاً هناك
حيث يمكنني أن أقاصصك الآن بالغياب
أنت الذي عاقبتني يوماً بمجيئك
في ذلك اليوم الذي..
لا شيء كان يوحي فيه أنّك ستأتي
و كلّ شيء كان يجزم.. أنّني سأرحل!ـ

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

لا أعرف الشخص الغريب






لا أعرف الشخص الغريب ولا مآثرهُ...
رأيت جنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطىء الرأس احتراماً. لم
أجد سببا لأسأل: من هو الشخص الغريب؟
وأين عاش، وكيف مات [فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عدماً ويأسف للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النعش المُغطى بالبنفسج كي
يُودعنا وشكرنا ويهمس بالحقيقة
[ما الحقيقة؟]. ربما هو مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّه. لكنه هو وحده
الشخصُ الذي لم يبكِ في هذا الصباح،
ولم ير الموت المحلق فوقنا كالصقر...
[فالأحياء هم أبناء عم الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون] ولم
أجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟ [لا برق
يلمع في اسمه] والسائرون وراءه
عشرون شخصا ما عداي [أنا سواي]
وتُهتُ في قلبي على باب المقبرة:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ... لا فرق،
فالموتى سواسية أمام الموت.. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون...
وقد تكون جنازةُ الشخص الغريب جنازتي
لكنَّ أمراً ما إلهياً يؤجلها
لأسباب عديدة
من بينها: خطأ كبير في القصيدة!

ابى العظيم


كان أبي

كعهده ، محملا متاعبا

يطارد الرغيف أينما مضى...

لأجله ... يصارع الثعالبا

و يصنع الأطفال ...

و التراب...

و الكواكبا ...

أخي الصغير اهترأت

ثيابه ... فعاتبا

و أختي الكبرى اشترت جواربا !

و كل من في بيتنا يقدم المطالبا

ووالدي - كعهده -

يسترجع المناقبا

و يفتل الشواربا !

و يصنع الأطفال ...

و التراب ...

و الكواكبا !

***

أجمل حب




كَمَا يَنْبُتُ الصَبْرُ مِنْ بَيّنَ سَنَابِكِ العَطَشِ

وَجَدْنَا عَاشِقَيّنَ ذَاتَ يَوْمٍ

الليْلُ والقَمَرُ وليَاليِ السَهَر

واَعْيُن مَغْمُوسَة بحُلْمِ الرَبِيِعِ واُمْنَّياتِ الحَالمِينِ

وزَخَاتِ المطَر تَعْزِفُ سِيمْفُونِيّة حَنِيِنْ

وانَا اعْزِفُ عَلَى كَفَيّكَ شَكْوَايّ منْ السِنِينِ/ اَنِيِن

اتَعْلَمُ كَفَّاكَ كَمْ اشْتَاقَتْ اصَابِعِي لمُعَانَقَتِهُمَا

اَتعْلَمُ شَفَتَاكَ كَمْ بِتُ لَيّلِي اَبْكِي انْتَظِرُ نِدَائَهمَا

اتَعْلَم كَمْ انْتَظَرْتُكَ..!!

كَانْتِظَار بَابٍ قَدِيم لقَرْعِ العَابِرِين

كَعِتَابُ الصَبَاح لنَشِيد اللَيّلِ الحَزِيِن

كَأَرَقْ الاَمَانِي فِي عُيُونِ المحْرُوُمِيِن

اَلْفُ حِكَايَة نُوُر حَاوَلْتُ اتْقَانُ نَسْجِهَا و سَرْدِهَا

حَتى اذَا مَا التَقَيّنَا في دَرْبِ القَمَر لكَ رَوَيتّهَا

عَاشِقَان نَحْنُ حَتَى اخِرَ العُمْر

نَنْسُج مِن حَكَايا السَمَاء اُحْجِيَّة

نُحَاوِل كُل لَيّلَة انْ نَمُد فِي عُمْرِهَا كَي نَحُلهَا

نَتَلَصَصُ عَلَى رُبَا الصَبَاح

لِنَتَمَطَى عَلَى جُدْرَانِ الضَوْءِ

ونّقْفِزُ فَوَق اسْوَارِ البُكَاءِ حِيِنَ يَأتِي مَوْعِدُ غِيَابِه

اسِيرَان نَحْنُ .. فِي مُعْتَقَلِ الحُبِ

فَهَات يَدَيّكَ لاَعْرُجُ مِن فَوْقِهَا

واتَشَبَثُ بِنَافِذَةِ الامَلِ الضَيّقَة في اخِرِ فِصُوُل لَيّلِنَا

ونُفَتِشُ بِيّنَ سَرَادِيِب المَجْهُولِ عَن مَصِيرُنَا

غَرِيبَانُ نَحْن .. فيِ دُنْيَا غَرِيِبَة

فَلا تَسْألنُيِ لماَ احْمِل الخَوْفَ والدِمُوعَ بَيّن اهْدَابِي

لاَ تَسْأَلُنِي لمَا انْتَظِر دَوْمَا اَن يُطْلِقُ الزَمَنْ نِهَايَة لعَذَابيِ

فَهَكَذَا تَعَوّدْتُ اَنْ كُل شَئٍ يُهَاجِرُ

مَهْمَا مَنَحْنَاه جَوَائِزَ البَقَاءِ

ومَهْمَا اَرْسَيّنَا لهُ قَوَاعِدَ الاسْتِيِطَانِ

فَلِمَاذَا نحُاَوِل الرَكْضَ خَلْفَ ظِلاَلِ المُسْتَحِيِلِ ؟

والبَحْثُ دَوْمَا عَن سَبَبٍ وشَبِيِهِ لحُبِنَا في تَارِيخٍ قَدِيِم

والرَسْمُ عَلَى الجُدْرَانِ وجُذُوعِ الشَجَرِ ذِكْرَى لاسْمَائِنَا

لتُنْجِبُ لنَا يَومَا رِبَاطاً مِنْ زَمَنْ عَقِيِم

كَمَا يَنْبُتُ الصَبْرُ مِنْ بَيّنَ سَنَابِكِ العَطَشْ

وجَدْنَا عَاشِقَيّنَ ذَاتَ يَوْمِ

بِالحُبِ يَهْذِيَان وبِاُغْنِيَّاتِ الامَلِ يعْزِفَان

وبِالخَوْفِ مِن مُلاحَقَة ِعُيُّونِ البَشَرِ يَصْرِخاَن

وللحُلْمِ انْ يَكُون لهُمَا فَصْلٍ اخِيِر سَعِيد يَرْكُضَان
ايَا حَبِيبِي

اُحِبُكَ حُبُ الصَحَرَاء لعِنَاق المَطَر

حُبُ الاَرْضِ للسَمَاء حِين تُطِيل الَيّهَا النَظَر

اُحِبُكَ حُبُ ليّاليِ الصَيْفِ للسَهَر و لِرَائِحَة اليَاسَمِين

حُبُ الطُرُقَات لضَحِكَاتِ و خُطوَاتِ الماَرِين

حُبُ جَدَائِلي لقُبُلاتِ اَبِي فِي سَالِف السِنِين

كَمَا يَنْبُتُ الامَل مِنْ بَيّنَ أَحْضَانِ اليَأْسِ

سَأَجِدُكَ بَيّن احْرُفِي وخَوَاطِري وايّامِي واحْلامِي يّوْمَا

وتَبْقَى حَبِيبي دَوْمَا

ونَبْقَى حَبِيِبّيِن دَوْمَا