تـقــــديــــــــم

مرحبا كيف حالك ؟ تريد البقاء هنا ؟

اشفق عليك لآنك ستكتشف ان القدر رتب لك لقاء مع رجل سجين، يبحث عن صيغة مناسبة يقنع بها حوائط غرفته كى يبتعدوا قليلاً عنه حتى يتنفس ..!!


الثلاثاء، 18 يناير 2011

اذهبْ قبل فجر الصيّادين .... أنسى الحاج




اذهبْ قبل فجر الصيّادين



أولاً ليس هناك أهداف.

هناك هدف واحد وهو أن تجد من يحبك.

و أن يعطيك أكثر ممّا تستحق.

وأن يكون أجمل من حلمك به،
وأجرأ من مطالبتك له،
وأسبق إليك من شروطك وجنونك.

حتّى تحبّه الحب كله، وتظلّ مع هذا تشعر أنك لا تحبّه كما تريد.

حتى تحبّه الحب الفائض، يصرخ وجهك به صراخاً، وتظل مع هذا تشعر انك مقصّر

وأنك منذ البدء كنت تعرف هذا الشخص الذي لا تعرف، وتعيش هذه اللحظات التي لم تعش.

حتى تشعر كم أنت بخيل.

حتى تبادله العطاء كامله بالعطاء كامله، وتظلّ مع هذا تشعر أنك تأخذ أكثر مما تعطي وتأخذ من غير عدل،

وأنك حين تعطيه فانما قبوله لعطائك هوأيضاً عطاء منه لك، بل اغداق يشعرك بضآلة عطائك.

أولاً في الحياة ليس هناك خطايا.

هناك خطيئة واحدة هي اللاحب.

هي أن لا يرى الواحد ليله مفتوحاً كالوردة في اعماق امرأة.

هي أن لا يرى وجهه كالقمر في نهر.

هي ان لا يكون زمانه مربوطاً ومزهوّاً كالخلخال بمشية امرأة الى مصيرهما.

هي أن لا يكون له امرأة يضيع فيها اسمه، فيغدو اسمه يدها، عشبتها،

ظلّها، والفجوة الصغيرة التي تحدثها في السرير عندما تنام.

الجمعة، 14 يناير 2011

أشهد على موتي .. غادة السمان




تستطيع أن ترمي بي
من طائرة حبك وهي تحلق فوق الجبال الوعره …
أعرف انني لم أخرج من رمالي
حيث دفنت مئات السنين لاتوسل ,
وأعرف أن أجنحة الطيور كلها
لم تنبت الا في الفضاء :
انها شهية البقاء

حين رميت بي لم أتحطم
بل تعلمت الطيران ..
وحين ربطت الاثقال الى جسدي الهش ,
وقررت وئدي في البحر هذه المره ,
تعلمت السباحه , ورقصة أسماك القاع …
وحين أطلقت ألنار على رئتي ,
اكتشفت التنفس …
ويوم شددت وثاقي,
تعلمت المشي وحيده في الانهيارات
وحين غدرت بي في عقر حبي , صبرت !..
ولحظة أطفأت الانوار ,
وختمتني بالليل : أبصرت .. وكتبت ..
أنا من فصيله جديده من النساء ,
فهل تحب ان نتعارف ونبدأ من جديد ؟

الجمعة، 7 يناير 2011

خمس رسائل إلى أمى


صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تختي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائره صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...