تـقــــديــــــــم

مرحبا كيف حالك ؟ تريد البقاء هنا ؟

اشفق عليك لآنك ستكتشف ان القدر رتب لك لقاء مع رجل سجين، يبحث عن صيغة مناسبة يقنع بها حوائط غرفته كى يبتعدوا قليلاً عنه حتى يتنفس ..!!


الاثنين، 27 ديسمبر 2010

صباح الحب .. غادة السمان




وتنمو بيننا يا طفل الرياح

تلك الالفة الجائعة

وذلك الشعور الكثيف الحاد

الذي لا أجد له اسماً

ومن بعض أسمائه الحب

منذ عرفتك

عادت السعادة تقطنني

لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة

راع انني عرفتك

وأسميتك الفرح الفرح

وكل صباح انهض من رمادي

واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :

صباح الحب أيها الفرح ،،،

ولأني أحب

صار كل ما ألمسه بيدي

يستحيل ضوءاً

ولأني أحبك

أحب رجال العالم كله

وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته

وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه

وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير

ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر ...

لأني أحبك

عاد الجنون يسكنني

والفرح يشتعل

في قارات روحي المنطفئة

لأني أحبك

عادت الألوان إلى الدنيا

بعد أن كانت سوداء ورمادية

كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...

عاد الغناء إلى الحناجر والحقول

وعاد قلبي إلى الركض في الغابات

مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرد ..

في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية

رجل جديد لكل يوم

ولي معك في كل يوم حب جديد

وباستمرار

أخونك معك

وأمارس لذة الخيانة بك.

كل شيء صار اسمك

صار صوتك

وحتى حينما أحاول الهرب منك

إلى براري النوم

ويتصادف أن يكون ساعدي

قرب أذني

أنصت لتكات ساعتي

فهي تردد اسمك

ثانية بثانية ..

ولم (أقع ) في الحب

لقد مشيت اليه بخطى ثابتة

مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما

اني ( واقفة) في الحب

لا (واقعة) في الحب

أريدك

بكامل وعيي

( أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !)

قررت أن أحبك

فعل ارادة

لا فعل هزيمة

وها انا أجتاز نفسك المسيجة

بكل وعيي ( أو جنوني )

وأعرف سلفاً

في أي كوكب أضرم النار

وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ...

وأتوق اليك

تضيع حدودي في حدودك

ونعوم معا فوق غيمة شفافة

وأناديك : يا أنا ...

وترحل داخل جسدي

كالألعاب النارية

وحين تمضي

أروح أحصي فوق جسدي

آثار لمساتك

وأعدها بفرح

كسارق يحصي غنائمه

مبارك كل جسد ضممته اليك

مباركة كل امرأة أحببتها قبلي

مباركة الشفاه التي قبلتها

والبطون التي حضنت أطفالك

مبارك كل ما تحلم به

وكل ما تنساه !

لأجلك

ينمو العشب في الجبال

لأجلك

تولد الأمواج

ويرتسم البحر على الأفق

لأجلك

يضحك الأطفال في كل القرى النائية

لأجلك

تتزين النساء

لأجلك

اخترعت القبلة !...

وأنهض من رمادي لأحبك !

كل صباح

أنهض من رمادي

لأحبك أحبك أحبك

وأصرخ في وجه شرطة

( كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)

أصرخ : صباح الحب

صباح الحب أيها الفرح ،،،

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

تناقضاتى الرائعة


أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ..
وأشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ
ويعثر دوماً لساني..
فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها..
وأُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ..
بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ..
وبينَ خطوط يديها..
وأشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ...
حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها..
وأشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ..
حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها..
فماذا تسمّينَ هذا؟
ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً..
وكيف أكونُ لديكِ؟
وأزعُمُ أنّي لديها..

صورة دوريان غراي ... نزار قبانى




فشلت جميع محاوالاتي !
في أن أفسر موقفي ..
فشلت جميع محاولاتي ..
ما زلت تتهميني ..
أني هوائي المزاج ،
ونرجسي في جميع تصرفاتي ..
ما زلت تعتبريني
كقطار نصف الليل ، أنسى دائماً
أسماء ركابي ، وأوجه زائرتي ..
فهواي غيب ..
والنساء لدي محض مصادفات ..
ما زلت تعتقدين .. أن رسائلي
عمل روائي .. وأشعاري شريط مغامرات
وبأنني رجل يعيش حياته
من غير ذاكرة ، وغير مذكرات ..
وبأنني استعملت أجمل صاحباتي
جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي ..
ما زلت تحتجين أني لا أحبك كالنساء الأخريات ..
وعلى سرير العشق ، لم أسعدك مثل الأخريات ..
الله من طمع النساء ،
وكيدهن ..
ومن عتاب معاتباتي..
كم أنت رومنسية التفكير ، ساذجة التجارب
تتصورين الحب صندوقاً مليئاً بالعجائب
وحقول غاردينيا ..
وليلاً لازوردي الكواكب
ما زلت تشترطين ..
أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين ..
وتطالبين بأن نظل على الفراش ممدين
نرمي سجائرنا ، ونشعلها ..
وننقر بعضنا كحمامتين ..
ونظل أياماً .. وأياماً ..
نحاور بعضنا بالركبتين ..
هذا كلام مضحك ..
أنا لست أضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين ..
فلربما ، تتبخر الأنهار في عينيك ، بعد دقيقتين
ولربما تتيبس الأشجار في شفتي ..
بعد دقيقتين ..
ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ..
ونعود .. في خفي حنين ..
من عالم الجنس المثير ..
نعود في خفي حنين ..
فشلت جميع محاولاتي ..
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
فتقبلي عشقي على علاته
وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي
فأنا كماء البحر .. في مدي ، وفي جزري
وعمق تحولاتي ..
إن التناقض في دمي ، وأنا أحب تناقضاتي ..
ماذا سأفعل يا صديقة .. هكذا رسمت حياتي
منذ الخليقة ..
هكذا رسمت حياتي ..

السبت، 11 ديسمبر 2010

الــــحـــب نـــهــار الأحــــــد






1
أحبك جداً .
وأكره جداً .. إجازة يوم الأحد .
وأكره أن أتوقف عن حبنا
ولو ساعة واحده ..
ولو لحظة واحده ..
فكل الإجازات ف الحب وهم
وكل الرحيل بلا فائده .
ففي جبهة الحب لا يستريح المحارب .
وفي ثورة البحر .. لا تستريح المراكب ..

2
أحبك جداً ..
وأكره أي نهار يصادر وجهك مني
وصوتك مني .
وفضة نهديك مني ..
وأرفض أن لا تكوني أمامي
وأن لا تنامي ببؤبؤ عيني .
وأخشى بأن يسرقوا الوقت منا
فيسقط بعض الأنوثة منك ..
ويسقط شيء من الشعر مني ..

3
يريدون أن أستريح قليلاً
من الحب .. يوم الأحد ..
ومن قال إني تعبت من الموت عشقاً ؟
وإني استقلت من الرقص فوق اللهب؟
فكيف أبرمج قلبي
لكي لا يحبك يوم الأحد ؟
وكيف أعلم ثغري
بأن لا يبوسك يوم الأحد؟
وكيف أدرب صبري على الصبر يوم الأحد؟
وكيف أقول لشعري : انتظرني
لما بعد يوم الأحد ؟.
وكل نهار به لا أراك .. أبداً !!..

4
أحبك جداً ..
ويقلقني أن يمر نهار
ولا تحدثين به خضة في حياتي ..
ولا تحدثين انقلاباً بشعري
ولا تشعلين الحرائق في كلماتي ..

5
أحبك جداً
ويرعبني أن تمر علي الدقائق
ولا أتوسد فيها حرير يديك
ولا أتكوم مثل الحمام على قبتي ناهديك
ولا أستحم بضوء القمر ..
كلامك شعر .
وصمتك شعر .
وحبك يركض كالبرق بين عروقي
ويضرب مثل القضاء ومثل القدر ..

6
أعاقب مثل التلاميذ يوم الأحد ..
فلا رحلة نحو الثلج الشمال ..
ولا سفر نحو بحر الجنوب ..
ولا نزهة في العيون الكبيره .
ولا فرصة كي أنام لخمس دقائق ..
تحت حرير الضفيره ..
وخمس دقائق ..
فوق سرير الأميره ..
أيا امرأة .. في يديها تفاصيل عمري
ترى من أكون ؟
إذا ما أخذت شؤوني الصغيره ؟ ..

7
أحس بأن جرائد يوم الأحد
تحاصرني في الصباح كعاصفة عاتيه ..
وأشعر أني بدونك كالنخلة العاريه .
أضيع بلندن شرقاً وغرباً
ويبقى حنيني إلى الباديه ..

8
طويل .. طويل .. نهار الأحد .
ثقيل .. ثقيل .. نهار الأحد ..
ولندن مشغولة بطلاق ( ديانا ) ..
وخائفة من ( جنون البقر ) !! ..
فلا الباص يأتي كما كان يأتي ..
ولا الشعر يأتي كما كان يأتي ..
ولا قرطك الذهبي الطويل
يوجه لي دعوة للسفر ..

9
أحبك جداً ..
وأشعر أن حضارة لندن - منذ وصلنا -
تنادي علينا ..
وأن شوارعها تتقاطع فوق يدينا ..
وأن الغمام ، الحمام ، الجسور ،
زهور البيوت ، زجاج الكنائس ، عشب الحدائق ،
حين نمر .. تشير إلينا ..

10
إلى أين نهرب من سيف أشواقنا ؟
نهار الأحد ..
فلا قهوة نحتسيها بأي مكان .
ولا نرجس نشتريه ، ولا أقحوان .
ولا كتب الشعر تضحك بين يدينا .
ولا لمسة من حنان ..
ولا قدح من نبيذ ، يغير ألوان عينيك في لحظة ..
ويمحو حدود الزمان ..

11
إذا أنت لم تمطري .
فمن أين يأتي المطر ؟
وإن أنت لم تحضري .
فليس يهم حضور البشر ..

12
إلى أين ، سيدتي ، وقد نقلت البلد ؟
فلم تتركي حجراً واحداً .
ولم تتركي مطعماً واحداً .
ولم تتركي مسرحاً واحداً .
ولم تتركي متحفاً واحداً .
فكيف أواجه منفاي وحدي ؟
وأنت مليكة هذا البلد !! ..

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

ساكنة القلب .. عبد الرحمن العشماوى





بين عينيك قطوف دانية
وغصون ترسم الظل..
على أطراف ثوب الرابية
أنت..
ما أنت سوى الغيث
الذي يغسل وجه الدالية
أنت..
ما أنت سوى اللحن
الذي يرسم ثغر القافية
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد
أنت لفظ بارز ..
من كل أصناف الزيادات مجرد
أنت للشعر نغم
أنت فجر ..
يفرش النور على درب القلم
أنت .. ما أنت؟؟
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا
يمحو الألم
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ
لماذا تهجرين؟؟
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي
وعني تهربين؟
ولماذا تسكتين؟
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟
ولماذا تطلقين السهم نحوي..
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي..
فهل تنتحرين؟؟
مؤلم هذا السؤال المر ..
نار في قلوب العاشقين
فلماذا تهجرين؟؟
أنت..
من أنت؟؟
يد تفتح باب العافية
راحة تسمح عيني الباكية
وأنا..
طفل على باب الأماني ينتظر
شاعر يشرب كأس الحزن
يدعو يصطبر
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر
لم أحرك مقلة اليأس
ولم انظر بطرف منكسر
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ
الذي لا تجهلين
شاعر يمسح بالحب ..
دموع البائسين
شاعر يفتح في الصحراء دربا..
للحيارى التائهين
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ
الذي يفهم ما تعني الإشارة
أنا من لا يجعل الحب تجارة
أنا من لا يعبد المال .
ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره
أنا..
من لا ينكر الود
ولا يحرق أوراق العهود
ما لأشواقي حدود
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي
وإلى قلبي تعود
راكض..
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون
ويجتاز السدود
راكض. . اتبع ظلي ..
وأدوس الظل أحيانا..
وأحياناً أرى ظلي ورائي
تابعاً يمنح إصراري الوقود
لم أصل بعد..
ولم ألمس يد الشمس
ولم اسمع تسابيح الرعود
راكض..
مازلت أستشرف ما بعد الوجود
لم أزل أبحث عن حور..
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه..
ويرضى بالقيود
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ
فتى يهفو إلى رب ودود
لا تقولي: أنت من؟
ولماذا تكتب الشعر
وعمن..
ولمن؟؟
أنا كالطائر
يحتاج إلى عش على كفّ فنن
حلمي يمتد من مكة ..
يجتاز حدود الأرض
يجتاز الزمن
حلمي يكسر جغرافية الأرض
التي ترسم حداً للوطن
حلمي..
أكبر من آفاق هذا العصر
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ
كتاب الله, والسنة, والحق الذي..
يهدم جدران الإحن
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟
أكتب الشعر
لعصر هجر الخير وللشر احتضن
أكتب الشعر لعصر كره
العدل وبالظلم افتتن
أكتب الشعر
لأن الشعر من قلبي
وقلبي فيه حب وشجن ..

الخميس، 9 ديسمبر 2010

المحذوف من رسالة الغفران .. هــذه الــقــصيـدة تـعبــر عــن رأى كــاتــبهـا






مستلقياً على ظهري
أحدّقُ في السماءِ الزرقاء
وأحصي كمْ عددَ الزفراتِ
التي تصعدُ إلى الله كلَّ يومٍ
وكم عددَ حبات المطر
التي تتساقطُ من جفنيهِ

أديرُ قرصَ الهاتفِ
وأطلبهُ
تردُّ سكرتيرتهُ الجميلةُ
إنه مشغولٌ هذه الأيام
إلى أذنيهِ
بتقليبِ عرائضكم التي تهرأتْ
من طولِ تململها في المخازن
يا سيدتي أريدُ رؤيتَهُ
ولو لدقيقةٍ واحدةٍ
ما منْ مرة
طلبتهُ
وردَّ علي
أريدُ أن أسألَهُ ..
قبلَ أنْ أودّعَ حياتي البائسة ..
وقبل أنْ يضعَ فواتيرَه ..ُ
الطويلةَ أمامي ..

يا الهي العادل
أمن أجلِ تفاحةٍ واحدةٍ
خسرتُ جنانَكَ الواسعةَ
أمن أجلِ أن يسجدَ لي ملاكٌ واحدٌ
لم يبقَ شيءٌ في التاريخ
إلا وركعتُ أمامه

..............
يا أبانا…
يا أبانا الرحيم
أعرف أنكَ لنْ تضحكَ
على ذقوننا مثلهم
لكني مهانٌ ويائس
أريدُ شبراً من هذه الأرضِ الواسعةِ
أضعُ عليه رأسي ونعالي وأنام
أريد رغيفاً واحداً
من ملايين السنابل
التي تتمايس أمامي كخصورِ
الراقصات
......

أجلسُ أمامَ بابِ مسجدِ الكوفة
أجلسُ أمامَ كنيسةِ لوند
أجلسُ أمامَ حائطِ المبكى
أجلسُ أمامَ معبدِ بوذا
ضاغطاً راحتي على ركبتي
وأحصي كمْ يصعدون،
ظهورَنا المحدودبةَ كالسلالم
وكم ينـزلون
ومع هذا
لا أحد يلتفتُ إلى دموعنا
المنسابةِ كالمزاريب

أريدُ أن أصعدَ يوماً إلى ملكوته
لأرى..
إلى أين تذهبُ غيومُ حشرجاتنا
وهذه الأرض التي تدور
بمعاركنا وطبولنا وشتائمنا واستغاثاتنا
منذ ملايين السنين
ألمْ توقظْهُ من قيلولتِهِ الكونيةِ
ليطلَّ من شرفتِهِ
وينظر لنا
مَنْ يدري
ربما سئمَ من شكوانا
فأشاحَ بوجههِ الكريم
ونسينا إلى الأبد.

أحلمُ أن أركلَ الكرةَ الأرضيةَ
بحذائي المثقوب
ولا أدعها تسقطُ
حتى أعيدها إليه
كي يجيبني
بعيداً عن جمهرةِ المفسرينِ
والدراويش والوعّاظ ..
إذا كنتَ وحدكَ مالكَ الغيب..
ولمْ تفشِ أسرارَكَ لأحدٍ
فكيف علمَ أبليس
بأني سأعيثُ في الأرضِ فساداً
.......
وإذ كنتَ حرمتني
من دمِ العنقودِ
فلماذا أبحتهُ لغيري
.........
وإذا كان الأشرارُ لمْ يصعدوا
إلى سفينةِ نوح
وغرقوا في البحرِ
فكيفَ امتلأتِ الأرضُ بهم ثانيةً
.............

و "إذا السماء انشقّتْ ، وأذِنتْ لربها وحُقّتْ ، وإذا الأرضُ مُدّتْ ، وألقتْ ما فيها وتخلّتْ"..
فأين ستذهب لوحات فان كوخ،
وقصائد المتنبي،
ومسرحيات شكسبير،
ونهج البلاغة،
وسمفونيات موزارت
وما الذي سنجده في متاحفِ الجنة..
.............
وإذا كنتُ سأجدُ في فراديسك الواسعة
حبراً
وخمراً
وصفصافاً
فهل أستطيعُ نشرَ قصائدي
دونَ أن تمرَّ على رقيبٍ
.............
وإذا أنكحتني
عشرةَ آلافِ حورية عين….
فماذا ستترك لحبيبتي
و…..
و………
…….

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010





أنا المستبعد، الخارج على القانون،
الملعون الذي لا يستسلم !
أنا البطل الذي يموت في الصفحة الأولي !
أنا القط الأعور الذي لا تريد أي عجوز أن تداعبه !
أنا الحيوان الخائف من رهاب الماء
الذي يعض اليد الممدودة بالرحمة !
أنا سوء الفهم الذي يؤدي إلي الشجار !!
أنا الشيطان الذي هرب محبرة لوثر !
أنا شريط الفيلم الذي ينقطع في ذروة الحدث !
أنا الهدف الذي أدخل في مرماي في الثانية الأخيرة !
أنا الطفل الذي ينخر ردا علي تعنيف الأم
أنا خوف العشب الذي على وشك أن يجزوه
لست أدري ما إذا كان البحر يصنع الأمواج
أو يتحملها !
لست أدري ما إذا كنت أنا المفكر
أم فكرة عارضة !!!

( كلاوديو بوتساني - شاعر إيطالي )

الأحد، 5 ديسمبر 2010

إنَّهُمْ يخطفونَ اللغة..إنَّهُمْ يخطفونَ القصيدةْْ..


1
لا أدري ماذا أكتُبُ إليكِ؟
وفي زمن اللاحوارْ..
لا أعرفُ كيف أحاورُ يديْكِ الجميلتينْ.
وفي زمن الحُبّ البلاستيكيّْ
لا أجِدُ في كلِّ لغات الدنيا
جُمْلةً مُفيدَهْْ
أزيّنُ بها شَعْرَكِ الطريّْ..
كصُوف الكشْميرْ...
فالأشجارُ ترتدي الملابسَ المُرقَّطة
والقَمَرْ..
يلبسُ خُوذَتّهُ كلَّ ليلَةْ
ويقوم بدَوريَّةِ الحراسة
خلفَ شبابيكنا..
2
مخفرُ بوليسٍ كبيرْ
لكي نُثْبِتَ:
أننا لا نقربُ النِساءْ..
ولا نتعاطى إلاَّ العَلَفَ والماءْ..
ولا نعرفُ شيئاً عن زرْقَة البحرْ
وتُوركوازِ السَمَاءْْ.
وأنّنا لا نقرأ الكُتُبَ المقدَّسة
وليس في بيوتنا
مكتبةٌ.. ولا دفاترُ.. ولا أقلامُ رصاصْ
وأننا لا نزالْ
(أمواتاً عند ربِّهِم يُرْزَقُونْ).
3
في هذا الزَمن الذي باع كُلَّ أنبيائِهْ
ليشتريَ مكيِّفاً للهواءْ
ليقتنيَ جهازَ فيديو..
وقصيدةَ الشعرْ.. بحذاءْ.
في هذا الزمن المُدجَّجِ بموسيقى الجاز
وسراويل الجينزْ..
وشيكات (الأميركان إكسبرسْ).
في هذا الزمن الذي يعتبر سيلفستر ستالوني
أعظمَ من الإسكندر المقدوني..
ويصبحُ فيه مايكل جاكسونْ
أكثرَ شعبيةً من السيِّد المسيحْ..
أشعرُ بحاجةٍ للبكاء على كتفيكِ
قبل أن يفترسنا عصرُ الفورمايكا
وعصرُ تأجير الأرحامْ..
أشعرُ بحاجةٍ، يا حبيبتي،
لقراءةِ آخرِ قصيدةِ حُبٍٍّ، كتبتُها
قبلَ أن تُصبحي آخرَ النساءْ..
وأصبحَ أنا..
آخرَ حيوانٍ يقرضُ الشِعْر...
4
في زمن الميليشيات المثقَّفَه..
والكتابات المُفَخَّخَهْ..
والنقد المسلَّح..
في زمن الأيديولوجياتِ الكاتمةِ للصوتْ
والفتاوى الكاتمةِ للصوتْ
بسبب أنوثتها..
وخَطفِ المرأةِ
بسبب شمُوخ نَهْديْها..
وخَطْفِ اللّغَةْ
بسبب أسفارها الكثيرةِ إلى أوربا
وخطفِ الشاعرْ..
بسبب عَلاقاتِهِ المشبُوهَه
مع رامبو.. وفيرلين.. وبول ايلور.. ورينه شارْ
وغيرهم من الشعراء الصليبييّنْ
في زمن المسدّس الذي لا يقرأ.. ولا يكتُبْ.
أقرأُ في كتاب عينيكِ السوداوَينْ
كما يقرأ المعتقلُ السياسيّْ
كتاباً ممنوعاً عن الحريّهْ..
وكما يفرح المسجون
بعلْبَةِ سجائرٍ مُهرَّبهْ...
5
في زمن هذا الإيدز الثقافيّْ
الذي أكل نصفَ أصابعنا.. ونصفَ دفاترنا
ونصفَ ضمائرنا..
في زمن التلوث الذي لم يترك لنا غصناً أخضر
ولا حرفاً أخْضَرْ..
في زمن الكَتَبَةِ الخارجينَ من رحمِ النَفْطْ
والبقيّةُ تأتي...
صارَ فيه (وُوْ سترِيتْ)
أهمَّ من سُوق عُكاظْ
وسلطانُ بن بروناي
أهمَّ من أبي الطيب المُتنبِّي..
كما تلتجئُ الحمامةُ إلى بُرْج كاتدرائيهْ
وكما تتخبأُ غَزَالَةٌ بين القَصَبْ
من بواريد الصيَّادينْ...
6
في عصر أدبِ الأنابيبْ..
والأدباءِ.. الذين تُربِّيهُمُ السلطةُ في الأنابيبْ.
في زَمَنٍ صار فيه الغَزَلُ بالكومبيوتر..
واللُّواطُ الفكريّ بالكومبيوتر..
وهزُّ الأرْدَاف.. بالكومبيوترْ..
وهزُّ الأقلام.. بالكومبيوترْ..
في هذا الزمن الذي تساوت فيه تسعيرةُ الكاتب
وتسعيرةُ المومِسْ...
حيثُ السباحةُ لا تزالُ ممكنَهْ..
7
في زَمَنٍ يخافُ فيه القلمُ من الكلام مع الورقَهْ.
ويخافُ فيه الرضيعُ من الاقتراب من ثدي أُمّه..
ويخافُ فيه الليلُ أن يمشيَ وحدَهُ في الشارع
وتخافُ فيه الوردةُ من رائحتها..
والنَهْدَانِ من حَلْمَتَيْهِمَا..
والكُتُبُ من عناوينها..
في زمنٍ.. لا فَضلَ فيه لعربيٍّ على عربيّْ
إلاَّ بالقدرةِ على الخوفْ..
والقدرةِ عل البُكَاءْ..
أنادي عليكِ..
8
في زَمَنٍ..
سافر فيه اللهُ.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.
أتوسَّلُ إليكِ..
أن تظلّي معي.
حتى تظلَّ السنابلُ بخير
والجداولُ بخَيرْ...
والحريَّةُ بخيْر...
وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...
بكل الكلمات التي أحفظُها من زمن الطفوله
والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ
طَمَرتُهُ في حديقةِ البيت..
حتى لا يسقطَ بين أنياب المتوحَشِينْ...
8
في زَمَنٍ..
سافر فيه اللهُ.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.
أتوسَّلُ إليكِ..
أن تظلّي معي.
حتى تظلَّ السنابلُ بخير
والجداولُ بخَيرْ...
والحريَّةُ بخيْر...
وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

على باب الهيكل
















قد طهَّرتُ شفتيَّ بالنار المقدَّسة لأتكلَّم عن الحب,

ولمَّا فتحت شفتيَّ للكلام وجدتُنِي أخرس.

كنت أترنّم بأغاني الحب قبل أن أعرفه.

ولما عرفتُه تحوَّلتِ الألفاظ في فمي إلى لهاث ضئيل,

والأنغام في صدري إلى سكينة عميقة.

وكنتم أيها الناس, فيما مضى, تسألونني عن غرائب

الحب وعجائبه, فكنت أحدّثكم وأُقنِعُكم. أما الآن, وقد

غمرني الحب بوشاحه, فجئتُ بدوري أسألكم عن

مسالكه ومزاياه فهل بينكم من يجيبني?

... هل بينكم من يستطيع أن يُبَيِّن قلبي

لقلبي ويوضحَ ذاتي لذاتي?

ألا فأخبروني ما هذه الشعلة التي تَتَّقِد في صدري

وتلتهم قواي وتُذيب عواطفي وميولي?

وما هذه الأيدي الخفية الناعمة الخشنة التي تَقِبضُ

على روحي في ساعة الوحدة والانفراد, وتسكب في

كبدي خمرةً ممزوجة بمرارَةِ اللذة وحلاوة الأوجاع?

وما هذه الأجنحة التي ترفرف حول مضجعي

في سكينة

الليل فأسهَرَ مترقّبًا ما لا أعرفه,

مُصغيًا إلى ما لا أسمعه,

مُحدّقًا إلى ما لا أراه,

مفكّرًا بما لا أفهمه,

شاعرًا بما لا أُدركه,

مُتأوِّهًا لأَنَّ في التأوُّهِ غصَّاتٍ أَحبَّ

لديَّ من رنَّةِ الضَّحِك والابتهاج,

مستسلمًا إلى قوة غيرِ منظورةٍ تُميتُني

وتُحييني ثم تُميتُني وتُحييني حتى يطلع الفجر

ويملأ النور

زوايا غرفتي فأنام إذ ذاك...

وبين أجفاني الذابلة ترتعش أشباح اليقظة

وعلى فراشِيَ الحجري تتمايل خيالات الأحلام.

وما هذا الذي ندعوه حبًا?

أخبِروني ما هذا السر الخفيّ

الكامِنُ خلفَ الدهور,

المختبِئ وراءَ المرئيَّات,

السَّاكِنُ في ضمير الوجود?

ما هذه الفكرة المطلقة التي تجيءُ سببًا

لجميع النتائج

وتأتي نتيجةً لجميعِ الأسباب?

ما هذه اليقظَةُ التي تتناول الموتَ والحياة,

وتبتَدِع منهما حلمًا أغرَبَ مِنَ الحياة

وأعمَقَ من الموت?

أخبروني أيها الناس.

أخبروني هل بينكم من لا يستيقظ من رقدة الحياة

إذا ما لمس الحبُّ روحَه بأطرافِ أصابعه?

هل بينكم من لا يترك أباه وأمَّه ومسقط رأسه

عندما تناديه الصَّبِيَّةُ التي أحبَّها قلبُه?

هل فيكم من لا يمخر البحر ويقطع الصحاري, ويجتاز

الجبال والأودية ليلتقي المرأة التي اختارتها روحه?

أيُّ فتًى لا يتبع قلبه إلى أقاصي الأرض إذا

كان له في أقاصي الأرض حبيبة

يستطيب نكهة أنفاسها,

ويستلطف ملامس يديها,

ويستعذب رنَّة صوتها?

أيُّ بشريّ لا يحرق نفسه بخورًا أمام إله

يسمَعُ ابتهاله ويستجيبُ صَلَوَاتِه?

وقفتُ بالأمس على باب الهيكل

أسأل العابرين عن خفايا الحب ومزاياه.

مرَّ أمامي كهل... وقال متأوهًا:

الحبُّ ضعف فطري ورثناه عن الإنسان الأوّل.

ومرَّ فتى... مفتول الساعدين وقال مترنّمًا:

الحبُّ عزم يلازم كياننا

ويصل حاضرنا بماضي الأجيال ومستقبلها.

ومرَّت امرأة كئيبة... وقالت متنهّدة:

الحب سمٌّ قتَّال تتنفسه الأفاعي السَّوداء...

ومرَّت صبيَّة مورّدة الوجنتين وقالت مبتسمة:

الحب كوثر تسكبه عرائس الفجر في الأرواح...

ومرَّ طفلٌ ابنُ خمسٍ وهتف ضاحكًا:

الحبُّ أبي والحبُّ أمّي.

وانقضى النَّهار.

والناس يَمُرُّون أمام الهيكل.

وكلٌّ يصوَّر نفسَه متكلّمًا عن الحب,

ويبوح بأمانيه مُعْلنًا سرَّ الحياة.

ولمَّا جاء المساء, وسكنت حركة العابرين,

سَمِعْتُ صوتًا آتيًا من داخل الهيكل يقول:

الحياة نصفان: نصف متجلّد ونصف ملتهب.

فالحب هو النصف الملتهب.

فدخلت الهيكل إذ ذاك,

وسجدت راكعًا, مبتهلاً, مصليًّا, هاتفًا:

اجعلني يا رب طعامًا للّهيب.

اجعلني أيّها الإله مأكلاً للنارِ المقدَّسة.

آمين