تـقــــديــــــــم

مرحبا كيف حالك ؟ تريد البقاء هنا ؟

اشفق عليك لآنك ستكتشف ان القدر رتب لك لقاء مع رجل سجين، يبحث عن صيغة مناسبة يقنع بها حوائط غرفته كى يبتعدوا قليلاً عنه حتى يتنفس ..!!


الاثنين، 27 ديسمبر 2010

صباح الحب .. غادة السمان




وتنمو بيننا يا طفل الرياح

تلك الالفة الجائعة

وذلك الشعور الكثيف الحاد

الذي لا أجد له اسماً

ومن بعض أسمائه الحب

منذ عرفتك

عادت السعادة تقطنني

لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة

راع انني عرفتك

وأسميتك الفرح الفرح

وكل صباح انهض من رمادي

واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :

صباح الحب أيها الفرح ،،،

ولأني أحب

صار كل ما ألمسه بيدي

يستحيل ضوءاً

ولأني أحبك

أحب رجال العالم كله

وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته

وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه

وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير

ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر ...

لأني أحبك

عاد الجنون يسكنني

والفرح يشتعل

في قارات روحي المنطفئة

لأني أحبك

عادت الألوان إلى الدنيا

بعد أن كانت سوداء ورمادية

كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...

عاد الغناء إلى الحناجر والحقول

وعاد قلبي إلى الركض في الغابات

مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرد ..

في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية

رجل جديد لكل يوم

ولي معك في كل يوم حب جديد

وباستمرار

أخونك معك

وأمارس لذة الخيانة بك.

كل شيء صار اسمك

صار صوتك

وحتى حينما أحاول الهرب منك

إلى براري النوم

ويتصادف أن يكون ساعدي

قرب أذني

أنصت لتكات ساعتي

فهي تردد اسمك

ثانية بثانية ..

ولم (أقع ) في الحب

لقد مشيت اليه بخطى ثابتة

مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما

اني ( واقفة) في الحب

لا (واقعة) في الحب

أريدك

بكامل وعيي

( أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !)

قررت أن أحبك

فعل ارادة

لا فعل هزيمة

وها انا أجتاز نفسك المسيجة

بكل وعيي ( أو جنوني )

وأعرف سلفاً

في أي كوكب أضرم النار

وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ...

وأتوق اليك

تضيع حدودي في حدودك

ونعوم معا فوق غيمة شفافة

وأناديك : يا أنا ...

وترحل داخل جسدي

كالألعاب النارية

وحين تمضي

أروح أحصي فوق جسدي

آثار لمساتك

وأعدها بفرح

كسارق يحصي غنائمه

مبارك كل جسد ضممته اليك

مباركة كل امرأة أحببتها قبلي

مباركة الشفاه التي قبلتها

والبطون التي حضنت أطفالك

مبارك كل ما تحلم به

وكل ما تنساه !

لأجلك

ينمو العشب في الجبال

لأجلك

تولد الأمواج

ويرتسم البحر على الأفق

لأجلك

يضحك الأطفال في كل القرى النائية

لأجلك

تتزين النساء

لأجلك

اخترعت القبلة !...

وأنهض من رمادي لأحبك !

كل صباح

أنهض من رمادي

لأحبك أحبك أحبك

وأصرخ في وجه شرطة

( كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)

أصرخ : صباح الحب

صباح الحب أيها الفرح ،،،

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

تناقضاتى الرائعة


أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ..
وأشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ
ويعثر دوماً لساني..
فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها..
وأُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ..
بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ..
وبينَ خطوط يديها..
وأشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ...
حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها..
وأشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ..
حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها..
فماذا تسمّينَ هذا؟
ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً..
وكيف أكونُ لديكِ؟
وأزعُمُ أنّي لديها..

صورة دوريان غراي ... نزار قبانى




فشلت جميع محاوالاتي !
في أن أفسر موقفي ..
فشلت جميع محاولاتي ..
ما زلت تتهميني ..
أني هوائي المزاج ،
ونرجسي في جميع تصرفاتي ..
ما زلت تعتبريني
كقطار نصف الليل ، أنسى دائماً
أسماء ركابي ، وأوجه زائرتي ..
فهواي غيب ..
والنساء لدي محض مصادفات ..
ما زلت تعتقدين .. أن رسائلي
عمل روائي .. وأشعاري شريط مغامرات
وبأنني رجل يعيش حياته
من غير ذاكرة ، وغير مذكرات ..
وبأنني استعملت أجمل صاحباتي
جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي ..
ما زلت تحتجين أني لا أحبك كالنساء الأخريات ..
وعلى سرير العشق ، لم أسعدك مثل الأخريات ..
الله من طمع النساء ،
وكيدهن ..
ومن عتاب معاتباتي..
كم أنت رومنسية التفكير ، ساذجة التجارب
تتصورين الحب صندوقاً مليئاً بالعجائب
وحقول غاردينيا ..
وليلاً لازوردي الكواكب
ما زلت تشترطين ..
أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين ..
وتطالبين بأن نظل على الفراش ممدين
نرمي سجائرنا ، ونشعلها ..
وننقر بعضنا كحمامتين ..
ونظل أياماً .. وأياماً ..
نحاور بعضنا بالركبتين ..
هذا كلام مضحك ..
أنا لست أضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين ..
فلربما ، تتبخر الأنهار في عينيك ، بعد دقيقتين
ولربما تتيبس الأشجار في شفتي ..
بعد دقيقتين ..
ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ..
ونعود .. في خفي حنين ..
من عالم الجنس المثير ..
نعود في خفي حنين ..
فشلت جميع محاولاتي ..
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
فتقبلي عشقي على علاته
وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي
فأنا كماء البحر .. في مدي ، وفي جزري
وعمق تحولاتي ..
إن التناقض في دمي ، وأنا أحب تناقضاتي ..
ماذا سأفعل يا صديقة .. هكذا رسمت حياتي
منذ الخليقة ..
هكذا رسمت حياتي ..

السبت، 11 ديسمبر 2010

الــــحـــب نـــهــار الأحــــــد






1
أحبك جداً .
وأكره جداً .. إجازة يوم الأحد .
وأكره أن أتوقف عن حبنا
ولو ساعة واحده ..
ولو لحظة واحده ..
فكل الإجازات ف الحب وهم
وكل الرحيل بلا فائده .
ففي جبهة الحب لا يستريح المحارب .
وفي ثورة البحر .. لا تستريح المراكب ..

2
أحبك جداً ..
وأكره أي نهار يصادر وجهك مني
وصوتك مني .
وفضة نهديك مني ..
وأرفض أن لا تكوني أمامي
وأن لا تنامي ببؤبؤ عيني .
وأخشى بأن يسرقوا الوقت منا
فيسقط بعض الأنوثة منك ..
ويسقط شيء من الشعر مني ..

3
يريدون أن أستريح قليلاً
من الحب .. يوم الأحد ..
ومن قال إني تعبت من الموت عشقاً ؟
وإني استقلت من الرقص فوق اللهب؟
فكيف أبرمج قلبي
لكي لا يحبك يوم الأحد ؟
وكيف أعلم ثغري
بأن لا يبوسك يوم الأحد؟
وكيف أدرب صبري على الصبر يوم الأحد؟
وكيف أقول لشعري : انتظرني
لما بعد يوم الأحد ؟.
وكل نهار به لا أراك .. أبداً !!..

4
أحبك جداً ..
ويقلقني أن يمر نهار
ولا تحدثين به خضة في حياتي ..
ولا تحدثين انقلاباً بشعري
ولا تشعلين الحرائق في كلماتي ..

5
أحبك جداً
ويرعبني أن تمر علي الدقائق
ولا أتوسد فيها حرير يديك
ولا أتكوم مثل الحمام على قبتي ناهديك
ولا أستحم بضوء القمر ..
كلامك شعر .
وصمتك شعر .
وحبك يركض كالبرق بين عروقي
ويضرب مثل القضاء ومثل القدر ..

6
أعاقب مثل التلاميذ يوم الأحد ..
فلا رحلة نحو الثلج الشمال ..
ولا سفر نحو بحر الجنوب ..
ولا نزهة في العيون الكبيره .
ولا فرصة كي أنام لخمس دقائق ..
تحت حرير الضفيره ..
وخمس دقائق ..
فوق سرير الأميره ..
أيا امرأة .. في يديها تفاصيل عمري
ترى من أكون ؟
إذا ما أخذت شؤوني الصغيره ؟ ..

7
أحس بأن جرائد يوم الأحد
تحاصرني في الصباح كعاصفة عاتيه ..
وأشعر أني بدونك كالنخلة العاريه .
أضيع بلندن شرقاً وغرباً
ويبقى حنيني إلى الباديه ..

8
طويل .. طويل .. نهار الأحد .
ثقيل .. ثقيل .. نهار الأحد ..
ولندن مشغولة بطلاق ( ديانا ) ..
وخائفة من ( جنون البقر ) !! ..
فلا الباص يأتي كما كان يأتي ..
ولا الشعر يأتي كما كان يأتي ..
ولا قرطك الذهبي الطويل
يوجه لي دعوة للسفر ..

9
أحبك جداً ..
وأشعر أن حضارة لندن - منذ وصلنا -
تنادي علينا ..
وأن شوارعها تتقاطع فوق يدينا ..
وأن الغمام ، الحمام ، الجسور ،
زهور البيوت ، زجاج الكنائس ، عشب الحدائق ،
حين نمر .. تشير إلينا ..

10
إلى أين نهرب من سيف أشواقنا ؟
نهار الأحد ..
فلا قهوة نحتسيها بأي مكان .
ولا نرجس نشتريه ، ولا أقحوان .
ولا كتب الشعر تضحك بين يدينا .
ولا لمسة من حنان ..
ولا قدح من نبيذ ، يغير ألوان عينيك في لحظة ..
ويمحو حدود الزمان ..

11
إذا أنت لم تمطري .
فمن أين يأتي المطر ؟
وإن أنت لم تحضري .
فليس يهم حضور البشر ..

12
إلى أين ، سيدتي ، وقد نقلت البلد ؟
فلم تتركي حجراً واحداً .
ولم تتركي مطعماً واحداً .
ولم تتركي مسرحاً واحداً .
ولم تتركي متحفاً واحداً .
فكيف أواجه منفاي وحدي ؟
وأنت مليكة هذا البلد !! ..

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

ساكنة القلب .. عبد الرحمن العشماوى





بين عينيك قطوف دانية
وغصون ترسم الظل..
على أطراف ثوب الرابية
أنت..
ما أنت سوى الغيث
الذي يغسل وجه الدالية
أنت..
ما أنت سوى اللحن
الذي يرسم ثغر القافية
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد
أنت لفظ بارز ..
من كل أصناف الزيادات مجرد
أنت للشعر نغم
أنت فجر ..
يفرش النور على درب القلم
أنت .. ما أنت؟؟
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا
يمحو الألم
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ
لماذا تهجرين؟؟
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي
وعني تهربين؟
ولماذا تسكتين؟
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟
ولماذا تطلقين السهم نحوي..
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي..
فهل تنتحرين؟؟
مؤلم هذا السؤال المر ..
نار في قلوب العاشقين
فلماذا تهجرين؟؟
أنت..
من أنت؟؟
يد تفتح باب العافية
راحة تسمح عيني الباكية
وأنا..
طفل على باب الأماني ينتظر
شاعر يشرب كأس الحزن
يدعو يصطبر
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر
لم أحرك مقلة اليأس
ولم انظر بطرف منكسر
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ
الذي لا تجهلين
شاعر يمسح بالحب ..
دموع البائسين
شاعر يفتح في الصحراء دربا..
للحيارى التائهين
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ
الذي يفهم ما تعني الإشارة
أنا من لا يجعل الحب تجارة
أنا من لا يعبد المال .
ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره
أنا..
من لا ينكر الود
ولا يحرق أوراق العهود
ما لأشواقي حدود
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي
وإلى قلبي تعود
راكض..
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون
ويجتاز السدود
راكض. . اتبع ظلي ..
وأدوس الظل أحيانا..
وأحياناً أرى ظلي ورائي
تابعاً يمنح إصراري الوقود
لم أصل بعد..
ولم ألمس يد الشمس
ولم اسمع تسابيح الرعود
راكض..
مازلت أستشرف ما بعد الوجود
لم أزل أبحث عن حور..
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه..
ويرضى بالقيود
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ
فتى يهفو إلى رب ودود
لا تقولي: أنت من؟
ولماذا تكتب الشعر
وعمن..
ولمن؟؟
أنا كالطائر
يحتاج إلى عش على كفّ فنن
حلمي يمتد من مكة ..
يجتاز حدود الأرض
يجتاز الزمن
حلمي يكسر جغرافية الأرض
التي ترسم حداً للوطن
حلمي..
أكبر من آفاق هذا العصر
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ
كتاب الله, والسنة, والحق الذي..
يهدم جدران الإحن
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟
أكتب الشعر
لعصر هجر الخير وللشر احتضن
أكتب الشعر لعصر كره
العدل وبالظلم افتتن
أكتب الشعر
لأن الشعر من قلبي
وقلبي فيه حب وشجن ..

الخميس، 9 ديسمبر 2010

المحذوف من رسالة الغفران .. هــذه الــقــصيـدة تـعبــر عــن رأى كــاتــبهـا






مستلقياً على ظهري
أحدّقُ في السماءِ الزرقاء
وأحصي كمْ عددَ الزفراتِ
التي تصعدُ إلى الله كلَّ يومٍ
وكم عددَ حبات المطر
التي تتساقطُ من جفنيهِ

أديرُ قرصَ الهاتفِ
وأطلبهُ
تردُّ سكرتيرتهُ الجميلةُ
إنه مشغولٌ هذه الأيام
إلى أذنيهِ
بتقليبِ عرائضكم التي تهرأتْ
من طولِ تململها في المخازن
يا سيدتي أريدُ رؤيتَهُ
ولو لدقيقةٍ واحدةٍ
ما منْ مرة
طلبتهُ
وردَّ علي
أريدُ أن أسألَهُ ..
قبلَ أنْ أودّعَ حياتي البائسة ..
وقبل أنْ يضعَ فواتيرَه ..ُ
الطويلةَ أمامي ..

يا الهي العادل
أمن أجلِ تفاحةٍ واحدةٍ
خسرتُ جنانَكَ الواسعةَ
أمن أجلِ أن يسجدَ لي ملاكٌ واحدٌ
لم يبقَ شيءٌ في التاريخ
إلا وركعتُ أمامه

..............
يا أبانا…
يا أبانا الرحيم
أعرف أنكَ لنْ تضحكَ
على ذقوننا مثلهم
لكني مهانٌ ويائس
أريدُ شبراً من هذه الأرضِ الواسعةِ
أضعُ عليه رأسي ونعالي وأنام
أريد رغيفاً واحداً
من ملايين السنابل
التي تتمايس أمامي كخصورِ
الراقصات
......

أجلسُ أمامَ بابِ مسجدِ الكوفة
أجلسُ أمامَ كنيسةِ لوند
أجلسُ أمامَ حائطِ المبكى
أجلسُ أمامَ معبدِ بوذا
ضاغطاً راحتي على ركبتي
وأحصي كمْ يصعدون،
ظهورَنا المحدودبةَ كالسلالم
وكم ينـزلون
ومع هذا
لا أحد يلتفتُ إلى دموعنا
المنسابةِ كالمزاريب

أريدُ أن أصعدَ يوماً إلى ملكوته
لأرى..
إلى أين تذهبُ غيومُ حشرجاتنا
وهذه الأرض التي تدور
بمعاركنا وطبولنا وشتائمنا واستغاثاتنا
منذ ملايين السنين
ألمْ توقظْهُ من قيلولتِهِ الكونيةِ
ليطلَّ من شرفتِهِ
وينظر لنا
مَنْ يدري
ربما سئمَ من شكوانا
فأشاحَ بوجههِ الكريم
ونسينا إلى الأبد.

أحلمُ أن أركلَ الكرةَ الأرضيةَ
بحذائي المثقوب
ولا أدعها تسقطُ
حتى أعيدها إليه
كي يجيبني
بعيداً عن جمهرةِ المفسرينِ
والدراويش والوعّاظ ..
إذا كنتَ وحدكَ مالكَ الغيب..
ولمْ تفشِ أسرارَكَ لأحدٍ
فكيف علمَ أبليس
بأني سأعيثُ في الأرضِ فساداً
.......
وإذ كنتَ حرمتني
من دمِ العنقودِ
فلماذا أبحتهُ لغيري
.........
وإذا كان الأشرارُ لمْ يصعدوا
إلى سفينةِ نوح
وغرقوا في البحرِ
فكيفَ امتلأتِ الأرضُ بهم ثانيةً
.............

و "إذا السماء انشقّتْ ، وأذِنتْ لربها وحُقّتْ ، وإذا الأرضُ مُدّتْ ، وألقتْ ما فيها وتخلّتْ"..
فأين ستذهب لوحات فان كوخ،
وقصائد المتنبي،
ومسرحيات شكسبير،
ونهج البلاغة،
وسمفونيات موزارت
وما الذي سنجده في متاحفِ الجنة..
.............
وإذا كنتُ سأجدُ في فراديسك الواسعة
حبراً
وخمراً
وصفصافاً
فهل أستطيعُ نشرَ قصائدي
دونَ أن تمرَّ على رقيبٍ
.............
وإذا أنكحتني
عشرةَ آلافِ حورية عين….
فماذا ستترك لحبيبتي
و…..
و………
…….

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010





أنا المستبعد، الخارج على القانون،
الملعون الذي لا يستسلم !
أنا البطل الذي يموت في الصفحة الأولي !
أنا القط الأعور الذي لا تريد أي عجوز أن تداعبه !
أنا الحيوان الخائف من رهاب الماء
الذي يعض اليد الممدودة بالرحمة !
أنا سوء الفهم الذي يؤدي إلي الشجار !!
أنا الشيطان الذي هرب محبرة لوثر !
أنا شريط الفيلم الذي ينقطع في ذروة الحدث !
أنا الهدف الذي أدخل في مرماي في الثانية الأخيرة !
أنا الطفل الذي ينخر ردا علي تعنيف الأم
أنا خوف العشب الذي على وشك أن يجزوه
لست أدري ما إذا كان البحر يصنع الأمواج
أو يتحملها !
لست أدري ما إذا كنت أنا المفكر
أم فكرة عارضة !!!

( كلاوديو بوتساني - شاعر إيطالي )

الأحد، 5 ديسمبر 2010

إنَّهُمْ يخطفونَ اللغة..إنَّهُمْ يخطفونَ القصيدةْْ..


1
لا أدري ماذا أكتُبُ إليكِ؟
وفي زمن اللاحوارْ..
لا أعرفُ كيف أحاورُ يديْكِ الجميلتينْ.
وفي زمن الحُبّ البلاستيكيّْ
لا أجِدُ في كلِّ لغات الدنيا
جُمْلةً مُفيدَهْْ
أزيّنُ بها شَعْرَكِ الطريّْ..
كصُوف الكشْميرْ...
فالأشجارُ ترتدي الملابسَ المُرقَّطة
والقَمَرْ..
يلبسُ خُوذَتّهُ كلَّ ليلَةْ
ويقوم بدَوريَّةِ الحراسة
خلفَ شبابيكنا..
2
مخفرُ بوليسٍ كبيرْ
لكي نُثْبِتَ:
أننا لا نقربُ النِساءْ..
ولا نتعاطى إلاَّ العَلَفَ والماءْ..
ولا نعرفُ شيئاً عن زرْقَة البحرْ
وتُوركوازِ السَمَاءْْ.
وأنّنا لا نقرأ الكُتُبَ المقدَّسة
وليس في بيوتنا
مكتبةٌ.. ولا دفاترُ.. ولا أقلامُ رصاصْ
وأننا لا نزالْ
(أمواتاً عند ربِّهِم يُرْزَقُونْ).
3
في هذا الزَمن الذي باع كُلَّ أنبيائِهْ
ليشتريَ مكيِّفاً للهواءْ
ليقتنيَ جهازَ فيديو..
وقصيدةَ الشعرْ.. بحذاءْ.
في هذا الزمن المُدجَّجِ بموسيقى الجاز
وسراويل الجينزْ..
وشيكات (الأميركان إكسبرسْ).
في هذا الزمن الذي يعتبر سيلفستر ستالوني
أعظمَ من الإسكندر المقدوني..
ويصبحُ فيه مايكل جاكسونْ
أكثرَ شعبيةً من السيِّد المسيحْ..
أشعرُ بحاجةٍ للبكاء على كتفيكِ
قبل أن يفترسنا عصرُ الفورمايكا
وعصرُ تأجير الأرحامْ..
أشعرُ بحاجةٍ، يا حبيبتي،
لقراءةِ آخرِ قصيدةِ حُبٍٍّ، كتبتُها
قبلَ أن تُصبحي آخرَ النساءْ..
وأصبحَ أنا..
آخرَ حيوانٍ يقرضُ الشِعْر...
4
في زمن الميليشيات المثقَّفَه..
والكتابات المُفَخَّخَهْ..
والنقد المسلَّح..
في زمن الأيديولوجياتِ الكاتمةِ للصوتْ
والفتاوى الكاتمةِ للصوتْ
بسبب أنوثتها..
وخَطفِ المرأةِ
بسبب شمُوخ نَهْديْها..
وخَطْفِ اللّغَةْ
بسبب أسفارها الكثيرةِ إلى أوربا
وخطفِ الشاعرْ..
بسبب عَلاقاتِهِ المشبُوهَه
مع رامبو.. وفيرلين.. وبول ايلور.. ورينه شارْ
وغيرهم من الشعراء الصليبييّنْ
في زمن المسدّس الذي لا يقرأ.. ولا يكتُبْ.
أقرأُ في كتاب عينيكِ السوداوَينْ
كما يقرأ المعتقلُ السياسيّْ
كتاباً ممنوعاً عن الحريّهْ..
وكما يفرح المسجون
بعلْبَةِ سجائرٍ مُهرَّبهْ...
5
في زمن هذا الإيدز الثقافيّْ
الذي أكل نصفَ أصابعنا.. ونصفَ دفاترنا
ونصفَ ضمائرنا..
في زمن التلوث الذي لم يترك لنا غصناً أخضر
ولا حرفاً أخْضَرْ..
في زمن الكَتَبَةِ الخارجينَ من رحمِ النَفْطْ
والبقيّةُ تأتي...
صارَ فيه (وُوْ سترِيتْ)
أهمَّ من سُوق عُكاظْ
وسلطانُ بن بروناي
أهمَّ من أبي الطيب المُتنبِّي..
كما تلتجئُ الحمامةُ إلى بُرْج كاتدرائيهْ
وكما تتخبأُ غَزَالَةٌ بين القَصَبْ
من بواريد الصيَّادينْ...
6
في عصر أدبِ الأنابيبْ..
والأدباءِ.. الذين تُربِّيهُمُ السلطةُ في الأنابيبْ.
في زَمَنٍ صار فيه الغَزَلُ بالكومبيوتر..
واللُّواطُ الفكريّ بالكومبيوتر..
وهزُّ الأرْدَاف.. بالكومبيوترْ..
وهزُّ الأقلام.. بالكومبيوترْ..
في هذا الزمن الذي تساوت فيه تسعيرةُ الكاتب
وتسعيرةُ المومِسْ...
حيثُ السباحةُ لا تزالُ ممكنَهْ..
7
في زَمَنٍ يخافُ فيه القلمُ من الكلام مع الورقَهْ.
ويخافُ فيه الرضيعُ من الاقتراب من ثدي أُمّه..
ويخافُ فيه الليلُ أن يمشيَ وحدَهُ في الشارع
وتخافُ فيه الوردةُ من رائحتها..
والنَهْدَانِ من حَلْمَتَيْهِمَا..
والكُتُبُ من عناوينها..
في زمنٍ.. لا فَضلَ فيه لعربيٍّ على عربيّْ
إلاَّ بالقدرةِ على الخوفْ..
والقدرةِ عل البُكَاءْ..
أنادي عليكِ..
8
في زَمَنٍ..
سافر فيه اللهُ.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.
أتوسَّلُ إليكِ..
أن تظلّي معي.
حتى تظلَّ السنابلُ بخير
والجداولُ بخَيرْ...
والحريَّةُ بخيْر...
وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...
بكل الكلمات التي أحفظُها من زمن الطفوله
والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ
طَمَرتُهُ في حديقةِ البيت..
حتى لا يسقطَ بين أنياب المتوحَشِينْ...
8
في زَمَنٍ..
سافر فيه اللهُ.. دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.
أتوسَّلُ إليكِ..
أن تظلّي معي.
حتى تظلَّ السنابلُ بخير
والجداولُ بخَيرْ...
والحريَّةُ بخيْر...
وجُمْهُوريةُ الحبِّ.. رافعةً أعلامَها...

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

على باب الهيكل
















قد طهَّرتُ شفتيَّ بالنار المقدَّسة لأتكلَّم عن الحب,

ولمَّا فتحت شفتيَّ للكلام وجدتُنِي أخرس.

كنت أترنّم بأغاني الحب قبل أن أعرفه.

ولما عرفتُه تحوَّلتِ الألفاظ في فمي إلى لهاث ضئيل,

والأنغام في صدري إلى سكينة عميقة.

وكنتم أيها الناس, فيما مضى, تسألونني عن غرائب

الحب وعجائبه, فكنت أحدّثكم وأُقنِعُكم. أما الآن, وقد

غمرني الحب بوشاحه, فجئتُ بدوري أسألكم عن

مسالكه ومزاياه فهل بينكم من يجيبني?

... هل بينكم من يستطيع أن يُبَيِّن قلبي

لقلبي ويوضحَ ذاتي لذاتي?

ألا فأخبروني ما هذه الشعلة التي تَتَّقِد في صدري

وتلتهم قواي وتُذيب عواطفي وميولي?

وما هذه الأيدي الخفية الناعمة الخشنة التي تَقِبضُ

على روحي في ساعة الوحدة والانفراد, وتسكب في

كبدي خمرةً ممزوجة بمرارَةِ اللذة وحلاوة الأوجاع?

وما هذه الأجنحة التي ترفرف حول مضجعي

في سكينة

الليل فأسهَرَ مترقّبًا ما لا أعرفه,

مُصغيًا إلى ما لا أسمعه,

مُحدّقًا إلى ما لا أراه,

مفكّرًا بما لا أفهمه,

شاعرًا بما لا أُدركه,

مُتأوِّهًا لأَنَّ في التأوُّهِ غصَّاتٍ أَحبَّ

لديَّ من رنَّةِ الضَّحِك والابتهاج,

مستسلمًا إلى قوة غيرِ منظورةٍ تُميتُني

وتُحييني ثم تُميتُني وتُحييني حتى يطلع الفجر

ويملأ النور

زوايا غرفتي فأنام إذ ذاك...

وبين أجفاني الذابلة ترتعش أشباح اليقظة

وعلى فراشِيَ الحجري تتمايل خيالات الأحلام.

وما هذا الذي ندعوه حبًا?

أخبِروني ما هذا السر الخفيّ

الكامِنُ خلفَ الدهور,

المختبِئ وراءَ المرئيَّات,

السَّاكِنُ في ضمير الوجود?

ما هذه الفكرة المطلقة التي تجيءُ سببًا

لجميع النتائج

وتأتي نتيجةً لجميعِ الأسباب?

ما هذه اليقظَةُ التي تتناول الموتَ والحياة,

وتبتَدِع منهما حلمًا أغرَبَ مِنَ الحياة

وأعمَقَ من الموت?

أخبروني أيها الناس.

أخبروني هل بينكم من لا يستيقظ من رقدة الحياة

إذا ما لمس الحبُّ روحَه بأطرافِ أصابعه?

هل بينكم من لا يترك أباه وأمَّه ومسقط رأسه

عندما تناديه الصَّبِيَّةُ التي أحبَّها قلبُه?

هل فيكم من لا يمخر البحر ويقطع الصحاري, ويجتاز

الجبال والأودية ليلتقي المرأة التي اختارتها روحه?

أيُّ فتًى لا يتبع قلبه إلى أقاصي الأرض إذا

كان له في أقاصي الأرض حبيبة

يستطيب نكهة أنفاسها,

ويستلطف ملامس يديها,

ويستعذب رنَّة صوتها?

أيُّ بشريّ لا يحرق نفسه بخورًا أمام إله

يسمَعُ ابتهاله ويستجيبُ صَلَوَاتِه?

وقفتُ بالأمس على باب الهيكل

أسأل العابرين عن خفايا الحب ومزاياه.

مرَّ أمامي كهل... وقال متأوهًا:

الحبُّ ضعف فطري ورثناه عن الإنسان الأوّل.

ومرَّ فتى... مفتول الساعدين وقال مترنّمًا:

الحبُّ عزم يلازم كياننا

ويصل حاضرنا بماضي الأجيال ومستقبلها.

ومرَّت امرأة كئيبة... وقالت متنهّدة:

الحب سمٌّ قتَّال تتنفسه الأفاعي السَّوداء...

ومرَّت صبيَّة مورّدة الوجنتين وقالت مبتسمة:

الحب كوثر تسكبه عرائس الفجر في الأرواح...

ومرَّ طفلٌ ابنُ خمسٍ وهتف ضاحكًا:

الحبُّ أبي والحبُّ أمّي.

وانقضى النَّهار.

والناس يَمُرُّون أمام الهيكل.

وكلٌّ يصوَّر نفسَه متكلّمًا عن الحب,

ويبوح بأمانيه مُعْلنًا سرَّ الحياة.

ولمَّا جاء المساء, وسكنت حركة العابرين,

سَمِعْتُ صوتًا آتيًا من داخل الهيكل يقول:

الحياة نصفان: نصف متجلّد ونصف ملتهب.

فالحب هو النصف الملتهب.

فدخلت الهيكل إذ ذاك,

وسجدت راكعًا, مبتهلاً, مصليًّا, هاتفًا:

اجعلني يا رب طعامًا للّهيب.

اجعلني أيّها الإله مأكلاً للنارِ المقدَّسة.

آمين

الخميس، 25 نوفمبر 2010

رســـــالة حــــــــــب



(1)
أريد أن أكتب لك كلاماً
لا يُشبهُ الكلامْ
وأخترع لغةً لكِ وحدكِ
أفصّلها على مقاييس جسدك
ومساحةِ حبّي.
*
أريدُ أن أسافرَ من أوراق القاموس
وأطلبَ إجازةً من فمي.
فلقد تعبتُ من استدارة فمي
أريدُ فماً آخر..
يستطيع أن يتحوّل متى أرادْ
إلى شجرة كَرَز
أو علبة كبريت
أريد فماً جديداً
تخرج منه الكلماتْ
كما تخرج الحوريّات من زَبَد البحر
وكما تخرج الصيصَانُ البيضاء
من قبَّعة الساحر..
*
خذُوا جميعَ الكتب
التي قرأتُها في طفولتي
خذُوا جميع كراريسي المدرسيّة
خذوا الطباشيرَ..
والأقلامَ..
والألواحَ السوداءْ..
وعلّموني كلمةً جديدة
أُعلّقها كالحَلَقْ
في أُذُن حبيبتي
*
أريدُ أصابعَ أخرى..
لأكتبَ بطريقةٍ أخرى
فأنا أكرهُ الأصابعَ التي لا تطول .. ولا تقصر
كما أكرهُ الأشجار التي لا تموت .. ولا تكبر
أريد أصابعَ جديدة..
عاليةً كصوراي المراكبْ
وطويلةً ، كأعناق الزرافاتْ
حتى أفصّل لحبيبتي
قميصاً من الشِعرْ..
لم تلبسه قبلي.
أريدُ أن أصنع لكِ أبجديّة
غيرَ كلّ الأبجدياتْ.
فيها شيء من إيقاع المطرْ
وشيء من غبار القمرْ
وشيء من حزن الغيوم الرماديّة
وشيء من توجّع أوراق الصفصاف
تحت عَرَبات أيلول.
*
أريد أن أهديكِ كنوزاً من الكلماتْ
لم تُهْدَ لامرأةٍ قبلك..
ولنْ تُهْدَى لامرأةٍ بعدكْ.
يا امرأةً..
ليس قَبْلَها قَبْلْ
وليس بَعْدَها بَعْدَ
*
أريدُ أن أعلَّم نهديْكِ الكسوليْنْ
كيف يُهجِّيان اسمي..
وكيف يقرءان مكاتيبي
أريدُ .. أن أجعلكِ اللغة..
(2)
نهارَ دخلتِ عليَّ
في صبيحة يومٍ من أيام آذارْ
كقصيدةٍ جميلةٍ .. تمشي على قَدَمَيْها
دخلت الشمسُ معك..
ودخل الربيعُ معك..
كان على مكتبي أوراقٌ.. فأورقَتْ
وكان أمامي فنجانُ قهوة
فشربني قبل أن أشربه
وكان على جداري لوحةٌ زيتية
وكان على جداري لوحةٌ زيتية
لخيول تركض..
فتركتْني الخيولُ حين رأتكِ
وركضتْ نحوك..
*
نهارَ زُرتني..
في صبيحة ذلك اليوم من آذارْ
حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض
وسقَطَ في مكان ما.. من العالم
وسقَطَ في مكان ما.. من العالم
نيزكٌ مشتعلْ..
حسبه الأطفال فطيرةً محشوةً بالعسلْ..
وحسبتهُ النساء..
سواراً مرصَّعاً بالماسْ..
وحسبه الرجال..
من علامات ليلة القدْرْ..
*
وحين نزعتِ معطفكِ الربيعيّ
وجلستِ أمامي..
فراشةً تحمل في أحقابها ثيابَ الصيف..
تأكّدتُ أن الأطفال كانوا على حقّ..
والنساء كُنَّ على حقّ..
والرجال كانوا على حقّ..
وأنّكِ..
شهيّةٌ كالعسلْ..
وصافيةٌ كالماسْ..
ومذهلةٌ كليلة القدرْ...
(3)
عندما قلتُ لكِ :
"أُحبّكِ".
كنتُ أعرف..
أنني أقود انقلاباً على شريعة القبيلة
وأقرع أجراسَ الفضيحة
كنتُ أريد أن أستلم السلطة
لأجعلَ غابات العالم أكثرَ ورقاً
وبحارَ العالم أكثرَ زرقةً
وأطفالَ العالم أكثرَ براءة.
كنتُ أريد..
أن أُنهي عصرَ البربريَّة
وأقتلَ آخر الخلفاء
كان في نيّتي _عندما أحببتكِ_
أن أكسر أبوابَ الحريم
وأنقذَ أثداءَ النساء..
من أسنان الرجال..
وأجعلَ حَلَمَاتهنّ
ترقصُ في الهواء مبتهجة
كحبّات الزعرور الأحمر..
عندما قلتُ لكِ:
"أُحبّكِ".
كنتُ أعرف..
أنني أخترع أبجديةً جديدة
لمدينةٍ لا تقرأ..
وأنشد أشعاري في قاعة فارغة
وأقدّم النبيذ
لمن لا يعرفون نعمة السُكْرْ.
*
عندما قلتُ لكِ:
"أُحبّكِ"
كنتُ أعرف.. أن المتوحّشين سيتعقبونني
بالرماح المسمومة.. وأقواس النشّاب.
وأنّ صُوَري..
ستُلصَق على كلّ الحيطان
وأنَّ بَصَماتي..
ستوزَّع على كلَّ المخافر
وأن جائزةً كبرى..
ستُعطى لمن يحمل لهم رأسي
ليُعلّقَ على بوّابة المدينة
كبرتقالةٍ فلسطينية..
عندما كتبتُ اسمكِ على دفاتر الورد..
كنتُ أعرف..
أنّ كلَّ الأُميّين سيقفون ضدّي
وكلَّ آلِ عثمان.. ضدّي
وكلَّ الدراويش .. والطرابيش .. ضدّي.
وكلّ العاطلين بالوراثة
عن ممارسة الحبّ .. ضدّي
وكلَّ المرضى بوَرَم الجنس..
ضدّي..
عندما قرّرتُ أن أقتلَ آخر الخلفاءْ
وأُعلنَ قيامَ دولةٍ للحبّ..
تكونين أنتِ مليكتَها..
كنتُ أعرف..
أنَّ العصافير وحدَها..
ستعلنُ الثورةَ معي..
(4)
حين وزَّع اللهُ النساءَ على الرجالْ
وأعطاني إيَّاكِ..
شعرتُ..
أنّه انحاز بصورة مكشوفة إليّْ
وخالفَ كلَّ الكتب السماويّة التي ألَّفها
فأعطاني النبيذ ، وأعطاهم الحنطة
ألبسني الحرير، وألبسهم القطن
أهدى إليَّ الوردة
وأهداهم الغصن..
*
حين عَرَّفني اللهُ عليكِ..
وذهب إلى بيته
فكَّرتُ .. أن أكتب له رسالة
على ورقٍ أزرقْ
وأضعها في مُغلّفٍ أزرقْ
وأغسلها بالدمع الأزرقْ
أبدؤها بعبارة: يا صديقي
كنتُ أريد أن أشكرَهُ
لأنّه اختاركِ لي..
فاللهُ _ كما قالوا لي _
لا يستلم إلا رسائلَ الحب.
ولا يجاوب إلا عليها..
*
حين استلمتُ مكافأتي
ورجعتُ أحملك على راحة يديا
كزهرة مانوليا
بستُ يدَ الله..
وبستُ القمر والكواكب
واحداً .. واحداً
وبستُ الجبال .. والأودية
وأجنحة الطواحين
بستُ الغيومَ الكبيرة
والغيومَ التي لا تزال تذهب إلى المدرسة
بستُ الجُزُرَ المرسومة على الخرائط
والجُزُرَ التي لا تزال بذاكرة الخرائط
بستُ الأمشاط التي ستتمشّطين بها
والمرايا .. التي سترتسمين عليها..
وكلَّ الحمائم البيضاء..
التي ستحمل على أجنحتها
جهازَ عرسك..
(5)
لم أكُنْ يوماً ملِكاً
ولم أنحدر من سلالات الملوكْ
غير أن الإحساسَ بأنّكِ لي..
يعطيني الشعورَ
بأنني أبسط سلطتي على القارات الخمسْ
وأسيطر على نزوات المطر، وعَرَبات الريح
وأمتلك آلافَ الفدادين فوق الشمس..
وأحكم شعوباً .. لم يحكمها أحدٌ قبلي..
وألعب بكواكب المجموعة الشمسية..
كما يلعب طفلٌ بأصداف البحر...
لم أكنْ يوماً مَلِكاً
ولا أريدُ أن أكونه
غيرَ أن مُجرَّدَ إحساسي
بأنّكِ تنامين في جوف يدي..
كلؤلؤة كبيرة..
في جوف يدي..
يجعلني أتوهَّم..
بأنّني قيصر من قياصرة روسيا
أو أنّني..
كسرى أنو شروانْ..
(6)
لماذا أنتِ؟
لماذا أنتِ وحدك؟
من دون جميع النساء
تغيِّرين هندسةَ حياتي
وإيقاعَ أيّامي
وتتسلّلين حافيةً..
إلى عالم شؤوني الصغيرة
وتُقفلين وراءكِ الباب..
ولا أعترض..
*
لماذا؟
أُحبّكِ أنتِ بالذاتْ
وأنتقيكِ أنتِ بالذاتْ
وأسمح لكِ..
بأن تجلسي فوق أهدابي
تُغنّين،
وتُدخّنين،
وتلعبين الورق..
ولا أعترض.
*
لماذا ؟
تشطبينَ كلَّ الأزمنة
وتوقفين حركةَ العصور
وتغتالين في داخلي
جميعَ نساء العشيرة
واحدة .. واحدة..
ولا أعترض
*
لماذا؟
أعطيكِ، من دون جميع النساء
مفاتيحَ مُدُني
التي لم تفتح أبوابَها..
لأيّ طاغية
ولم ترفع راياتها البيضاء..
لأيّة امرأة..
وأطلب من جنودي
أن يستقبلوك بالأناشيد
والمناديل..
وأكاليل الغار..
وأبايعكِ..
أمامَ جميع المواطنين
وعلى أنغام الموسيقى، ورنين الأجراس
أميرةً مدى الحياة..
(7)
علّمتُ أطفالَ العالم
كيف يهجّون اسمكِ..
فتحولت شفاهُهُم إلى أشجار توتْ.
أصبحتِ يا حبيبتي..
في كُتُب القراءة ، وأكياس الحلوى.
خبأتُكِ في كلمات الأنبياء
ونبيذ الرهبان.. ومناديل الوداع
رسمتكِ على نوافذ الكنائس
ومرايا الحُلُم..
وخشب المراكب المسافرة..
أعطيتُ أسماكَ البحر..
عنوانَ عينيكِ
فنسيتْ عناوينها القديمة
أخبرتُ تجّار الشرق..
عن كنوز جسدك..
فصارت القوافل الذاهبةُ إلى الهند
لا تشتري العاج
إلا من أسواق نهديك..
أوصيتُ الريحَ
أن تمشّط خصلات شعرك الفاحم
فاعتذرتْ.. بأنَّ وقتها قصيرْ..
وشعركِ طويلْ..
(8)
من أنتِ يا امرأة؟
أيّتها الداخلة كالخنجر في تاريخي
أيّتها الطيّبة كعيون الأرانب
والناعمة كوَبَر الخوخة
أيتها النقيّة، كأطواق الياسمين
والبريئة كمرايل الأطفال..
أيتها المفترسة كالكلمة..
أُخرجي من أوراق دفاتري
أُخرجي من شراشف سريري..
أُخرجي من فناجين القهوة
وملاعق السُكَّرْ..
أُخرجي من أزرار قمصاني
وخيوط مناديلي..
أخرجي من فرشاة أسناني
ورغوة الصابون على وجهي
أخرجي من كلّ أشيائي الصغيرة
حتى أستطيع أن أذهب إلى العمل...
(9)
إني أُحبّكِ..
ولا ألعبُ معكِ لعبةَ الحبّ
ولا أتخاصم معكِ كالأطفال على أسماكِ البحر
سمكة حمراء لكِ..
وسمكة زرقاء لي..
خذي كلَّ السمك الأحمر والأزرقْ
وظلّي حبيبتي..
خذي البحرَ ، والمراكبَ ، والمسافرين.
وظلّي حبيبتي..
إنني أضع جميع ممتلكاتي أمامك..
ولا أفكر في حساب الربح والخسارة..
ربّما ..
لم يكن عندي أرصدة في البنوك
ولا آبار بترول أتغرغر بها..
وتستحمّ فيها عشيقاتي..
ربّما .. لم تكن عندي ثروة آغاخان..
ولا جزيرةٌ في عرض البحر كأوناسيس
فأنا لستُ سوى شاعر..
كلُّ ثروتي.. موجودةٌ في دفاتري
وفي عينيكِ الجميلتينْ..
(10)
رماني حبُّكِ على أرض الدهشة
هاجمني..
كرائحة امرأةٍ تدخل إلى مصعدْ..
فاجأني..
وأنا أجلس في المقهى مع قصيدة
نسيتُ القصيدة..
فاجأني..
وأنا أقرأُ خطوطَ يدي
نسيتُ يدي..
داهمني كديكٍ متوحّش
لا يرى.. ولا يسمع
إختلط ريشُه بريشي
إختلطتْ صيحاتُه بصيحاتي
فاجأني..
وأنا قاعدٌ على حقائبي
أنتظر قطارَ الأيام..
نسيتُ القطارْ..
ونسيتُ الأيّامْ..
وسافرتُ معكِ..
إلى أرض الدهشة..

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

من أجل حبك ...... فاروق جويدة


فقط من اجل حبك
تعالي أحبك قبل الرحيل
فما عاد في العمر غير القليل
أتينا الحياة بحلمٍ بريءٍ
فعربد فينا زمانٌ بخيل

حلمنا بأرضٍ تلم الحيارى
وتأوي الطيور وتسقي النخيل
رأينا الربيع بقايا رمادٍ
ولاحت لنا الشمس ذكرى أصيل
حلمنا بنهرٍ عشقناهُ خمراً
رأيناه يوماً دماءً تسيل
فإن أجدب العمرُ في راحتيَّ
فحبك عندي ظلالٌ ونيل
وما زلتِ كالسيف في كبريائي
يكبلُ حلمي عرينٌ ذليل
وما زلت أعرف أين الأماني
وإن كان دربُ الأماني طويل

تعالي ففي العمرِ حلمٌ عنيدٌ
فما زلتُ أحلمُ بالمستحيل
تعالي فما زالَ في الصبحِ ضوءٌ
وفي الليل يضحكٌ بدرٌ جميل
أحُبك والعمرُ حلمٌ نقيٌّ أحبك
واليأسُ قيدُ ثقيل
وتبقين وحدكِ صبحاً بعيني
إذا تاه دربي فأنتِ الدليل

إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعاً
وبعثرتُ كالضوءِ عمري القليل
فإني خُلقتُ بحلم كبير
وهل بالدموع سنروي الغليل ؟
وماذا تبقّى على مقلتينا ؟
شحوبُ الليالي وضوء هزيل
تعالي لنوقد في الليل ناراً
ونصرخ في الصمتِ في المستحيل
تعالي لننسج حلماً جديداً
نسميه للناس حلم الرحيل

السبت، 13 نوفمبر 2010

دردشة مع قطة متوحشة



1
في هذه الليله
المثقوبة بالبروق .. والرعود .. والأمطار ..
سوف أقول لك ( أحبك ) دون خطابه..
ودون ميكروفونات ..
ومكبرات أصوات..
فالخطابات على سرير الحب ..
لا تقنع المستمعات..
ولا العاشقات.
إنها كالخطابات الإيديولوجيه ..
والخطابات السياسيه..
والخطابات الإنتخابيه..
لا يصغي إليها أحد..
ولا يتحمس لها أحد..

2
في هذه الليله
المضرجة بدم القصائد ..
لن أتلو عليك الوصايا العشر
ولكنني سأقرأ عليك بعض الشعر..
وأقدم لك الشكر..
لأنك سمحت لي بقيلولة قصيره..
على خط الزلزال..
الممتد من شمال أنوثتك .. إلى جنوبها ..
ومن ذهب عمودك الفقري ..
إلى فضة الخاصره..
ومن صخرة ( الروشه ) ..
إلى مضيق جبل طارق..
ومن جزيرة أرواد..إلى جزر الكناري..
ومن أنهار دمشق السبعه..
إلى أنهارك التي لا تعرف العصافير عددها !!..

3
في هذه الليله
التي يرتبط فيها مصيري
بمصير هذا الكيمونو البرتقالي
المفتوح على الجهات الأربع ..
لن تكون هناك أسئلة أطرحها عليك .
ستكونين أنت السؤال الكبير ..
والجواب الكبير..

4
في هذه الليله
لن أكون كاهناً ، كما تتوقعين ..
ولكنني سوف أكون شاعراً ..
مذبوحاً كالديك بسيف قصيدته..

5
في هذه الليله
سأضع كل أعمالي الشعرية في الخزانه..
وأكتبك من جديد..

6
في هذه الليله..
التي نبحر فيها بلا خرائط .. ولا تفاصيل ..
لا أريد أن أقف خطيباً
على قدح من النبيذ الأحمر..
فالنبيذ الفرنسي لا يفهم اللغة العربيه ..
وعطر ( شانيل )
لا يحفظ شيئاً من شعر المتنبي ..
ونهداك المغروران .
لا يعترفان بقانون الجاذبيه !!..

7
في هذه الليلة الحبلى
بالقلق ، والدهشة ، والنبوءات..
لن أتثاقف..
ولن أتفاصح..
ولن أقرأ عليك نشيد الإنشاد ..
أو كتاب ( أوفيد ) عن فن الحب ..
أو كتاب ( طوق الحمامة ) لابن حزم الأندلسي ..
ولا أي كتاب يتحدث عن شهداء الهوى ومجانينه ..
فالحب العظيم لا يقرأ إلا كتابه ..
ولا يصدق إلا نفسه ..

8
ليس هناك حب
يسمونه حب ما قبل الحداثه
أو حب ما بعد الحداثه ..
فكل حب يضربنا..
سواء في القرن الأول .. أو في القرن العاشر ..
أو في القرن الواحد والعشرين ..
هو حب حديث ..

9
أيتها الغجرية الهاربة من جنسيتها.
أيتها القصيدة الهاربة من موسيقاها.
هكذا أحبك..
قطة برية ترفض أن تقص أظافرها..
وترفض أن تطفئ سجائرها ..
وترفض أن تسكن في ضريج النصوص .
والكلمات المأثوره ..

10
هكذا أحبك
قطة سيامية وحشية الطباع.
تخرمش وجوه الرجال ..
وجوارب السيدات...
ولا تتخلى عن بوصة واحدة من حريتها ..
ولا تعرف من الثقافات..
سوى ثقافة جسدها!!..

11
من أجل الشعر، يا سيدتي
أتوسل أليك ..
أن تكوني غجرية بلا حدود..
وعاصفة بلا حدود..
وامرأة بلا حدود..
فكلما ازدادت حكمة
خمدت حرائقي..
وكلما ازددت توازناً
تخلخلت موازين الشعر!!.

الأحد، 7 نوفمبر 2010

لا تحزن ياقلبي .














إذا شعرت بالغربة بينهم..
والوحدة في حضورهم..
وبالوحشة برغم وجودهم..
فلا تحزن يا قلبي..
إذا اكتشفت أن كلماتهم مصطنعة.....
وهمساتهم معلبة...وأشواقهم مثلجة..

فلا تحزن يا قلبي........

إذا اكتشفت أن الكلمة لها ثمن..
وأن الابتسامة لها ثمن..
وأن المشاعر لها ثمن..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا ناديت ولم يسمعك سواك..
وتألمت ولم يشعر بك إلا نفسك..
وسقطت ولم يستقبلك سوى الأرض..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا خذلتك أحلامك الخضراء..
وخذلك الأصدقاء الأوفياء..
وخذلتك ثقتك الجميلة بالأخرين..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا صرخت وعاد صوتك المجروح إليك..
ومددت إليهم يدك فصافحت الهواء..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا خانتك قدرتك على النسيان..
وخانتك قدرتك على الطيران..
وخانتك قدرتك على الوقوف..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا وضعت رأسك في المساء فوق الوسادة..
واستحضرت وجوههم في الظلام..
وهاج بك البكاء..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا طرقت بوابة الأمل وبقيت مغلقة..
وطرقت أبواب الغد ولم تفتح لك..
وعدت إلى نفسك فلم تجدها..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا تشوهت مشاعرهم في أعماقك..
وتشوهت بقاباهم المتبقية في خيالك..
وتشوهت صورهم الجميلة في عينك..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا انتظرت الأجمل ولم يأتي..
وانتظرت الأنقى ولم يأتي..
وانتظرت الأصدق ..
ولم يأتي إليك..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا شعرت بالغربة بينهم..
والوحدة في حضورهم..
وبالوحشة برغم وجودهم..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا اكتشفت أن كلماتهم مصطنعة..
وهمساتهم معلبة..
وأشواقهم مثلجة..
فلا تحزن يا قلبي..
إذا اكتشفت أن الكلمة لها ثمن..
وأن الابتسامة لها ثمن..
وأن المشاعر لها ثمن..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا ناديت ولم يسمعك سواك..
وتألمت ولم يشعر بك إلا نفسك..
وسقطت ولم يستقبلك سوى الأرض..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا خذلتك أحلامك الخضراء ..
وخذلك الأصدقاء الأوفياء..
وخذلتك ثقتك الجميلة بالأخرين..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا صرخت وعاد صوتك المجروح إليك..
ومددت إليهم يدك فصافحت الهواء..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا خانتك قدرتك على النسيان..
وخانتك قدرتك على الطيران..
وخانتك قدرتك على الوقوف..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا وضعت رأسك في المساء فوق الوسادة ..
واستحضرت وجوههم في الظلام..
وهاج بك البكاء..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا طرقت بوابة الأمل وبقيت مغلقة..
وطرقت أبواب الغد ولم تفتح لك..
وعدت إلى نفسك فلم تجدها..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا تشوهت مشاعرهم في أعماقك..
وتشوهت بقاباهم المتبقية في خيالك..
وتشوهت صورهم الجميلة في عينك..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا انتظرت الأجمل ولم يأتي..
وانتظرت الأنقى ولم يأتي..
وانتظرت الأصدق ولم يأتي إليك..

فلا تحزن يا قلبي..

إذا ودعت أجمل أحلامك ..
وودعت أكبر أمانيك..
وودعت أجمل أيام العمر..

فلا تحزن يا قلبي..
لااااااااااااا تحزن ياقلبي... .

الأحد، 17 أكتوبر 2010

أحبكِ حقاً


أحبكِ حقاً
ولا تسأليني لماذا أحبُ؟
وكيف أحبُ؟
فهل يـُسألُ الغيثُ كيف انهمرْ؟
وكيف أفاقتْ زهورُ الربيعِ
وكيف شذاها الزكيُّ انتشرْ؟
*******
أحبكِ أنتِ
لأنكِ أنتِ
فأنتِ النسائمُ وقتَ السَحَرْ
وأنتِ الندى فوقَ خدِّ الزهرْ
وأنتِ الرياضُ..
بثوبِ المطرْ
بعطرِ المطرْ
بنقر المطرْ
*******
تضورتُ شوقاً
زماناً طويلاً
لما خَبـَّأتـْهُ سـِلالُ القدرْ
إلى أن أتيتِ بنصفِ العُمُرْ
بكفيكِ شهدٌ ..
ومهدٌ ..
وألعابُ طفلٍ..
وأحلى ثمرْ
*******
وأرجعتِ عقربَ عُمري لنصفٍ
وربعٍ ..
لأحلى سنينٍ محاها الضجرْ
وغنيتِ لي أغنيات المنامِ
وسرَّحتـِني من سجونِ السهرْ
وأركبتـِني فوق ظهرِ الغمامِ
وأرجحتني في شعاعِ القمرْ
لأنسى انسحاقي..
وأنسى احتراقي..
وتبقين أنتِ.. بكل البشرْ
بكفيكِ طفلٌ
طريُّ الفؤادِ
حييٌ
شقيٌ
لذيذ العنادِ..
قليلُ السفرْ
*******
أحبكِ..
لاتهربي في سؤالٍ برئٍ
لماذا؟
وكيف؟
وأنتِ حصارٌ بمدِّ البصرْ
تخبأتُ لحناً.. فصرتِ الوترْ
وأصبحتُ شهراً.. فصرتِ القمرْ
فكيف سأهربُ.. أين المفرْ؟
وأيضاً: لماذا؟
*******
لماذا؟
لأنكِ حين إشتعاليَ حزناً
تصيرين دون رجائيَ ألطفْ
لماذا؟
لأنكِ حين أروغُ بعيني..
تهبـين ريحاً من الريحِ أعنفْ
لماذا؟
لأنكِ حين تروقين جداً..
ألاقي فتاةً من النفسِ أظرفْ
*******
أحبكِ..
ليس لديَّ اختيارْ
وقد أصدرَ القلبُ هذا القرارْ
فـ خلِّي التغابي.. وخلِّي الخـَفَرْ
فما بعدكِ..في حياتي هدايا
ولا قبلكِ.. في حياتي هدايا
أحبكِ
فوق إحتمال الخلايا
وفوق الأماني..
وفوق الخيالِ..
وحدَّ إغتيالي..
أحبكِ
فوق التشابيهِ
فوق البلاغةِ
فوق الصُوَرْ
*******
أيا أمراةً
غيـَّرت لي حياتي
ولونَ حياتي
وطعمَ حياتي
أيا أمرأةً
أصبحت لي حياتي
أحبكِ..
لاتسأليني لماذا
فهذا قضائي
وأغلى قـَدَرْ

أشياء صغيرة وأخرى ...لأحلام مستغانمي


أشياء صغيرة
ستفعلها لآخر مرّة
و لن تدري أنّها الأخيرة
إلّا عندما
تتأخّر المعجزة كثيراً
حدّ فقدان الأشياء صبرها
و يأس انتظارك
لمن كان كلّ شيء في حياتك

********

أشياء جميلة
ستقوم بها لأوّل مرّة
و لن يدري أحد ما وهبته
و لا خجل ارتباكك الأوّل
أشياء ستحتفظ بأسرارها
تُشكّك الآخرين في براءتك
لفرط خُبثها
و قلّة حيلتك..

******

أشياء ستصل في الوقت الخطأ
و أخرى كأنّها لم تأتِ
و ثالثة تجيء على عجل
لتمضي
من قبل أن تعي أنّ للأشياء أجل

******

أشياء تُذكّرك
بأشياء كثيرة لن تحدث
لو حدثت
كم من الأشياء كانت ستتغيّر
و ذلك الرجل ربما كان سيحضر
ليرى حزن الأشياء حين يغيب

*******

أشياء تفكّر فيها دون توقّف
من دون أن تعرف
أنّها تُشيّئُك
فتصبح عبدها.. و تغدو سيّدتك

*******

أشياء تبكي أصحابها
و أخرى تَسْخَر
من عشّاق يبكون شيئًا
ما وُجد يومًا سوى في مخيّلتهم

********

أشياء تعدُك بأشياء جميلة
و أخرى تتوعّدك
أشياء تكذب
أشياء تنتحب
أشياء تنصب عليك
و أخرى لم تصدّقها إلّا بعدما انتهى
كلّ شيء

******

أشياء تطاردها
و أخرى تُمسِكُ بتلابيب ذاكرتك
أشياء تُلقي عليك السلام
و أخرى تُدير لك ظهرها
أشياء تودُّ لو قتلتها
لكنّك كلّما صادفتها
أردتك قتيلًا

هل تعلم؟


هل تعلم أنك كنت آخر محاولاتي للحياة..

وأنك حين رحلت..فارقتُ بعدك الحياة؟
...~

هل تعلم؟

قبلك..

كنت أحلم بأشياء كثيرة

معك..

كنت لا أحلم الا بك

بعدك..

أصبحت لا أحلم أبدا..


~

وهل تعلم؟

قبل أن ألتقيك

كنت أتمنى أن ألتقيك..

وبعد أن ألتقيتك

تمنيت أن لأا أفارقك أبدا..

وبعد أن فارقتك

فقدت شهية التمني للأبد..


~

وهل تعلم؟

أن الشمس غابت

منذ ذلك اليوم الذي رحلت فيه..

ولم تشرق الى الآن

وكأنك أطفأت أنوار الكون ورحلت..

~

وهل تعلم؟

أن رحيلك أرعبني

واختصر مراحل عمري

وقذف بي في الصفحة الأخيرة

من كتاب عمري..


~

وهل تعلم؟

أني أصبحت أنام كثيرا..

في محاولة يائسة مني..

لقتل الوقت الذي قتلني برحيلك..


~

وهل تعلم؟

أني كثيرا ما أضيء مصابيح الأمس بحثا عنك..

ليقيني أني لن أجدك..

الا في صناديق الأمس..


~

وهل تعلم؟

أنه كلما مر يوم

قلت: غدا ستأتي

وأن أيام عمري انفرطت

كحبات العقد في انتظارك..

ولم تأت..


~

وهل تعلم؟

أني كنت كلما كسرتني الأيام

أحاول الوقوف من جديد

لكني الآن لن أحاول

لم يعد الوقوف يجدي..وأنت

لست معي


~

وهل تعلم؟

أن الشيء المختلف بينك

وبينهم

أنك كنت خاتمة كل الأشياء

في حياتي

لذلك لن أحاول بعدك البدء من جديد..


~

وهل تعلم؟

أن حزن رحيلك

لن يضيف الى حياتي شيئا جديدا

فقد نسيني الفرح..

وتنازل عني للحزن منذ زمن بعيد..


~

وهل تعلم؟

أني في كل يوم أنتظر قدوم

الليل بفارغ الصبر

كي أضع رأسي فوق الوسادة

واسترجع صوتك

وحديثك الأخير

ونحيبك الحزين

وأدفن وجهي في صدر الظلام

وأبكيك بحرقة..لا يدرك

عمقها سواي..


~

وهل تعلم؟

أني الى الآن لا أعلم

ان كنت في حياتي حقيقة

استكثرتها الظروف علي

أم أنك كنت في حياتي حلما

مجرد حلم جميل

استيقظت ليلة البارحة

منه..


~

وهل تعلم؟

أني في كل ليلة

أتسلق جبال النسيان

وألقي بذاكرتي من أعلى قمة

في الجبل

ومع هذا ما زالت ذاكرتي بك

في كامل قواها العقلية

والعاطفية. .

~

وهل تعلم؟

أنه لم يعد يعنيني أن تعلم

لأن عدم العلم بالشيء أحيانا

أفضل من علم لا ينفع صاحبه


آخر العلم:

أعلم أن الحياة قد انتهت في

تللك الليلة

وأني عبثا أحاول اعادتها.. الى الحياة

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010



1
هذا هو التاريخُ ، يا صديقتي
من غيرِ ما تعليقْ.
وكل ما قرأتِ عن سيرتِنا المعطّرهْ
من كَرَمٍ..
ونَجْدةٍ..
و نَخْوَةٍ..
و العَفْوِ عندَ المقدِرَة..
ليس سوى تَلْفِيقْ..
وكل ما سمعتهِ من قصص الشهامهْ
وعن سجايا حاتمٍ
وعن حكايا عنترهْ..
لم يبقَ شيءٌ منه في المفكرهْ
وكل ما سمعتِ عن حروبنا المظفَّرَهْ
وكرِّنَا..
و فَرِّنا..
وأرضنا المحرَّرهْ..
ليس سوى تلفيقْ..
هذا هو التاريخُ ، يا صديقتي
فنحن منذ أن تُوفيَ الرسولُ ،
سائرونَ في جنازهْ ..
ونحن ، منذ مصرعِ الحسينِ ،
سائرون في جنازهْ..
ونحن، من يوم تخاصَمْنَا
على البُلدانِ..
والنسوانِ..
والغلمانِ..
في غرناطةٍ
موتى، ولكن ما لهمْ جنازهْ !..
3
فنِصْفُهُ هَلْوَسَةٌ..
ونصفه خطابهْ..
أطفالُنا، ليسَ لهمْ طفولةٌ.
سماؤنا، ليسَ بها سَحَابَهْ.
نساؤنا.. ما زلنَ في ثلاجة الخليفهْ
عُشَّاقُنا..
يستنشِقُون وردةَ الكآبهْ ..
كُتَّابُنا، يحاولون القفزَ كالفئرانِ ،
من مصيدةِ الرقابهْ ..
4
لا تثقي ، يا صديقتي ،
فعزفها مكررٌ..
وصوتها نشازْ..
المخبرونَ.. كسَّرُوا عِظامَنا
وشعبُنا..
يمشي على عُكَّازْ...
5
صديقةَ العمر التي..
أقرأ في عيونها المأساةْ
والحزنَ .. والشتاتْ..
نحنُ شعوبٌ تجهلُ الفرحْ
أطفالنا ما شاهدوا في عمرهمْ
قوس قزحْ..
هذي بلادٌ أقفلتْ أبوابَها..
وألغتِ التفكيرَ عند شعبها
وألغتِ الإحساسْ..
هذي بلادٌ تطلقُ النارَ على الحَمَامِ..
والغمامِ..
والأجراسْ..
6
ما طارَ طيرٌ عندنا..
إلا انْذَبَحْ..
ولا تغنَّى شاعرٌ بشِعْرِهِ..
7
هذي بلادٌ ..
ما بها مسيرةٌ تمشي..
ولا ذبابةٌ تطيرُ من حيٍّ.. إلى حيٍّ..
ولا أمسيةٌ شعريةٌ تُعْطَى..
8
هذي بلادٌ
نصفها زنزانةٌ
ونصفها حراسْ..
تزوجَ الموتى نساءَ بعضهمْ
فأينَ راحَ الناسْ؟؟
بلادكم أجمل ما شاهدت من بلدانْ.
فالماء فيها ضاحكٌ..
والورد فيها ضاحكٌ..
والخوخُ.. والرمانْ..
والياسمين عندكمْ ،
يمشط الشعرَ على الحيطانْ...
لا يضحكُ الإنسانْ؟؟
بلادكم أجمل ما شاهدت من بلدانْ.
فالماء فيها ضاحكٌ..
والورد فيها ضاحكٌ..
والخوخُ.. والرمانْ..
والياسمين عندكمْ ،
يمشط الشعرَ على الحيطانْ...
فكيف في بلادكُمْ
لا يضحكُ الإنسانْ؟؟

الخميس، 26 أغسطس 2010

لا نهر يرجع للوراء





1
ما عاد يمكن أن أكون كما أنا .
أو أن تكوني أنت ..
واحدة النساء ..
هذا غباء .
ما عاد يمكن أن أكرر دهشتي ..
وحماستي ..
وتوتري العصبي في وقت اللقاء .
أرأيت نهراً عاد يوماً للوراء ؟؟ ..

2
لا تغضبي مني ..
إذا حاولت أن أضع النقاط على السطور
أنا واقعي في مخاطبة النساء ..
ولست أخلط بين صوت العقل ، أو صوت الشعر .
كل الظروف تغيرت .
وتغيرت أصواتنا .
وتغيرت كلماتنا .
وتغيرت عاداتنا .
وتغيرت ..
حتى الوسائد ، والمقاعد ، والستور ..
ومكان أحواض الزهور ..

3
إبريل لا يأتي إلينا مرتين ..
والبرق ليس يضيء للعشاق يوماً مرتين ..
والشعر لا يتلى على سمع الحبيبة مرتين ..
هذي هي الدنيا .. وليس بوسعنا صنع المطر ..
في الحلم .. أو تغيير هندسة القمر ..

4
أنا كنت أسكن من زمان
عند خط الإستواء ..
كانت عناويني مطرزة
على شفتيك ، سيدتي ، وأعناق الظباء ..
واليوم .. لا عنوان لي إلا العراء ..

5
هي حالة مجنونة مرت بنا ..
ببروقها ، ورعودها .
ورياحها ، وثلوجها .
هل يا ترى في وسعنا
بعد اعتدال الطقس في أعماقنا
تفجير ألغام الجنون ؟ ..

6
أنا مدرك أني جرحتك بالحوار .
وجرحت نفسي ..
حين ألقيت الزجاج على حقول الجلنار ..
أنا مدرك أني انتحرت بخنجري
وكسرت مصباح النهار .
فإذا ارتكبت حماقتي
فلأنني لا أتقن التمثيل من خلف الستار ..

7
أنا خائف من آلة التسجيل ،
من صوتي .. ومن لغتي ..
ومن شعري .. ومن نثري ..
فما جدوى كلامي ؟
وأنا أضعت الذاكره .
إني أحدق في الوجوه ، وفي العيون ،
فلا أرى أحداً أمامي .
وأنا أحدق في يديك ..
فلا أرى قطناً .. ولا عسلاً ..
ولا ما قيل عن ريش النعام .
وأنا أحدق في ملايات السرير ..
فلا أرى إلا حطامي !! ..

8
هذا هو التاريخ يذبحنا ..
فكيف نفر من سيف العصور ؟
إسبانيا سقطت ..
فلا ورد ، ولا آس ،
ولا ماء يغني في نوافير القصور .
ما عاد يمكن أن أعيد قصائدي الأولى
وأرقص فوق موسيقى البحور ..
ما عاد يمكن أن أعيد لنهدك المسحوق ..
أيام الشجاعة ، والتمرد ، والغرور ..
فعقارب الأيام ، يا سيدتي ، تدور ..
ومواقفي ..
وعواطفي أيضاً تدور !! ..

9
هذا زمان ضيق .
صارت به الكلمات تبحث عن فضاء .
صارت به حرية الإنسان تبحث عن هواء..
صار اقتراف الحب فيه جريمة ..
وتكسرت فيه النساء على النساء !! ..

10
رحل القطار ،
ونحن ما زلنا على مقهى الممحطة جالسين ..
ضاعت تذاكرنا ..
ولا زلنا على أرض المحطة تائهين .
لصقت معاطفنا على أجسادنا ..
وتبعثرت مدن الحنين .
هل نحن حقاً راحلون مع الضحى ..
أم نحن غير مسافرين ؟؟ ..

11
رحل القطار ،
ولا مكان لنا على هذي الخريطه .
لا في الشمال ، ولا في الجنوب .
لا في الصباح ، ولا في الغروب .
رحل القطار ،
وليس يمكننا الذهاب إلى الطفوله
وإلى بياض الياسمين ..

12
ما عاد لي بيت أعود إليه
في وطن النساء ..
أرأيت نهراً عاد يوماً للوراء ؟؟ ..

رصاص الرحمة


مثلما تطرد الغيوم الغيوما
الغرام الجديد يمحو القديما
قضي الأمر .. والتقيت بأخرى
والسماء استعدتها ، والنجوما
لاتموت الخيول برداً وجوعاً
إن للعاشقين رباً رحيما ..
إنتهت أوميتي ، وفكت قيودي
بعدما كنت قاصراً ويتيما ..
وكسرت احتكار عينيك بالعنف
وأنقذت جيشي المهزوما ..
فإذا أنت حائط أثري
والرسوم العليه .. ليست رسوما ..
يأ أنانية الشفاه ، اعذريني
لا يظل الحليم دوماً حليما
جاء يوم الحساب بعد انتظار
وتحديت مجدك المزعوما
إنني عاشق سواك .. وعندي
امرأة بدلت جحيمي نعيما
هي أحلى وجهاً ، وأطيب نفساً
وهي أشهى عطراً ، وأزكى شميما
ما اسمها ؟ من تكون ؟ تلك شؤوني
فاقطري غيرة ، وفيضي سموما
ليس قصدي إذلال نهديك .. لكن
جاء دوري لكي أكون لئيما ..

الاثنين، 12 يوليو 2010

السبت، 26 يونيو 2010

إلى امرأة كانت حبيبتي





إنكسر إناء السيراميك الأزرق
الذي كنا نحتفظ به .
وانكسر معه شيء في داخلنا
لا يمكن إلصاقه .
فأنا أعرف ،
و أنت تعرفين ،
أن الأواني الجميلة
لا يمكن إلصاقها .

*
شاخت كلمات الحب .. يا سيدتي
شاخت الألف .
و شاخت الحاء .
وشاخت الباء .
فقدت تاء التأنيث بكارتها
ولم تعد نون النسوه
تدر حليباً!!..

*
كل شيء ..
تساقط كالورق اليابس
على أرض مخيلتي .
كل خواتمك .
كل مكاحلك .
كل قبعاتك الصيفيه .
كل صرعاتك الهيبيه .
تحولت إلى فتافيت خبز
أكلتها العصافير ...

*
أخبريني ، يا سيدتي
ماذا يفعل العاشق بزجاج القلب
حين ينكسر ؟
وبالشهوة حين لا تشتهي ؟
وبالصراخ حين لا يصرخ ؟
و بالعشق حين لا يعشق ؟

*
نحن مختلفان في كل شيء .
أنت متمسكة بموسيقى خلاخيلك ..
وأنا متمسك بموسيقى حريتي .
أنت من حزب الوسط ...
و أنا من حزب المجانين ..
أنت مقيمة في النصوص ..
وأنا مهاجر منها ..
أنت ملتزمة بسلطة القبيله ..
وأنا ضد جميع السلطات ..
أنت جزء من التاريخ ..
وانا لا تاريخ لي ...

*
يا التي كنت تمثلين الدنيا
و تشغلين الناس .
ماذا فعل بك الزمان ؟
ماذا فعلت بنفسك ؟
كيف تحولت من بطلة شهيره
إلى فتاة كومبارس ؟
ومن رواية كلاسيكية عظيمه ..
إلى مقالة صحفيه ؟
ومن عمل تشكيلي
إلى عمل لا شكل له ؟
ومن امرأة تشعل الحرائق
إلى امرأة تحت الصفر ..

*
أيتها الفينيقية ..
التي تاجرت بكل شيء ..
وخسرت كل شيء ..
لماذا لا تعترفين ؟
بأن ثوراتك كلها
كانت على الورق ..
وعواطفك كلها
كانت من ورق ..
ومراكبك كلها
كانت مصنوعة من ورق ..

*
إختلفت طموحاتنا ، يا سيدتي
فانا ذاهب إلى يسار القصيده ..
وأنت ذاهبة إلى يمينها ..
أنا ذاهب باتجاه البحر ..
وأنت ذاهبة باتجاه الجاهليه ..
أنا أبحث عن حجر الفلاسفه ..
وأنت تبحثين عن أحجار الزمرد والياقوت ..
أنا أبحث عن عناوين الريح ..
وأنت تبحثين عن باب المحكمة الشرعية !!..

*
ماذا حدث يا امرأه ؟
كيف تحولت من امرأة رافضه
إلى ثورة مضادة للثوره ؟
ومن فرس متمرده ..
إلى سجادة في قصر أبي لهب ؟؟

*
قضي الأمر ...
قضي الامر .. يا سيدتي .
فلم يعد بوسعك أن ترممي
إناء السراميك الأزرق ..
ولم يعد بوسعك ..
أن تعيدي عقارب الحب إلى الوراء ..
و لا أن تعيديني معك إلى الوراء ..
فأنا مجنون من مجانين الحريه..
وأنت الزوجة الواحدة بعد الألف
من زوجات شهريار !!...

السبت، 19 يونيو 2010

من يوميات رجل مجنون





1
إذا ما صَرَختُ:
" أُحِبُّكِ جِدَّاً"
" أُحِبُّكِ جِدَّاً"
فلا تُسْكِتيني.
إذا ما أضعتُ اتزّاني
وطَوَّقتُ خَصْرَكِ فوق الرصيفِ،
فلا تَنْهَريني..
إذا ما ضَرَبتُ شبابيكَ نَهْدَيْكِ
كالبَرْقِ، ذات مَسَاءٍ
فلا تُطْفئيني..
إذا ما نَزَفْتُ كديكٍ جريحٍ على سَاعِدَيْكِ
فلا تُسْعِفيني..
إذا ما خرجتُ على كلِّ عُرْفٍ ، وكُلِّ نظامٍ
فلا تَقْمَعيني..
أنا الآن في لَحَظاتِ الجُنُونِ العظيمِ
وسوفَ تُضيعين فُرْصَةَ عُمْركِ
إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنُوني.
2
إذا ما تدفَّقْتُ كالبحر فوقَ رِمَالكِ..
لا تُوقِفيني..
إذا ما طلبتُ اللجوءَ إلى كُحْل عَيْنَيْكِ يوماً،
فلا تطرُديني..
إذا ما انْكَسَرتُ فتافيتَ ضوءٍ على قَدَميْكِ،
فلا تَسْحقيني..
إذا ما ارْتَكَبْتُ جريمةَ حُبٍّ..
وضَيَّع لونُ البرونْزِ المُعَتَّقِ في كَتِفَيْكِ .. يقيني
إذا ما تصرّفتُ مثلَ غُلامٍ شَقيٍّ
وغَطَّسْتُ حَلْمَةَ نهداكِ بالخَمْرِ...
لا تَضْرِبيني.
أنا الآنَ في لَحَظات الجُنُونِ الكبيرِ
وسوفَ تُضيعينَ فُرْصَةَ عُمْرِكِ،
إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنُوني.
4
إذا ما كتبتُ على وَرَق الوردِ،
أَنِّي أُحِبُّكِ...
أرجوكِ أَنْ تقرأيني..
إذا ما رَقَدتُ كطفلٍ، بغاباتِ شَعْرِكِ،
لا تُوقظيني.
إذا ما حملتُ حليبَ العصافير .. مَهْرَاً
فلا تَرْفُضيني..
إذا ما بعثتُ بألفِ رسالةِ حُبٍّ
إليكِ...
فلا تُحْرِقيها .. ولا تُحْرِقيني..
5
إذا ما رأَوكِ معي، في مقاهي المدينة يوماً،
فلا تُنكريني..
فكُلُّ نِسَاء المدينة يعرفْنَ ضَعْفي أمامَ الجَمَالِ..
ويعرفنَ ما مصدرُ الشِعْرِ والياسمينِ..
فكيف التَخَفّي؟
وأنتِ مُصَوَّرَةٌ في مياه عُيوني.
أنا الآنَ في لحظات الجُنُون المُضيءِ
وسوفَ تُضِيعينَ فُرْصَةَ عُمْركِ،
إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنُوني.
6
إذا ما النبيذُ الفَرَنْسيُّ ،
فَكَّ دبابيسَ شَعْرِكِ دونَ اعتذارِ
فحاصَرَني القمحُ من كُلِّ جانبْ
وحاصَرَني الليلُ من كُلِّ جانبْ
وحاصَرَني البحرُ من كُلِّ جانبْ
وأصبحتُ آكلُ مثلَ المجانينِ عُشْبَ البراري..
وما عدتُ أعرفُ أينَ يميني..
وما عدتُ أعرفُ أينَ يساري؟
7
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ،
ألغى الفُروقَ القديمةَ بين بقائي وبين انتحاري
فأرجوكِ ، باسْمِ جميع المجاذيبِ ، أن تَفْهَميني
وأرجوكِ، حين يقولُ النبيذُ كلاماً عن الحُبِّ.
فوق التوقُّع .. أن تعذُريني.
أنا الآنَ في لحظات الجُنُونِ البَهيِّ
وسوفَ تُضيعينَ فُرْصَةَ عُمركِ
إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنوني..
8
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ،
ألْغَى الوُجُوهَ ،
وألْغَى الخُطُوطَ،
وألْغَى الزوايا.
ولم يَبْقَ بين النساءِ سواكِ.
ولم يَبْقَ بين الرجال سوايا.
وما عدتُ أعرفُ أين تكونُ يَدَاكِ ..
وأينَ تكونُ يدايا..
وما عدتُ أعرفُ كيف أُفرِّقُ بين النبيذِ،
وبين دِمَايا..
وما عدتُ أعرفُ كيف أُميِّز بين كلام يديْكِ
وبين كلام المرايا..
إذا ما تناثرتُ في آخر الليل مثلَ الشظايا
وحاصَرَني العشْقُ من كُلِّ جانبْْ
وحاصَرَني الكُحْلُ من كُلِّ جانبْ
وضَيَّعتُ إسْمي.
وعُنوانَ بيتي..
وضيَّعْتُ أسماءَ كُلِّ المراكِبْ
فأرجوكِ ، بعد التناثُرِ ، أن تَجْمَعيني.
وأرجوكِ ، بعدَ انْكِساريَ ، أن تُلْصِقيني
وأرجوكِ ، بعدَ مَمَاتيَ ، أن تَبْعَثيني
أنا الآن في لَحَظاتِ الجنونِ الكبيرِ
وسوف تُضِيعين فُرْصَةَ عُمْرِكِ
إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنوني.
9
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ ،
شالَ الكيمونُو عن الجَسَد الآسيويِّ
فأطْلَعَ من عُتْمةِ النَهْد فَجْرَا
وأطْلَعَ منهُ مَحَاراً..
وأطْلَعَ منه نُحاساً، وشاياً وعاجاً
وأطْلَعَ أشياءَ أُخرى..
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ،
ألغى اللُّغاتِ جميعاً.
وحوَل كُلَ الثقافات صِفْرَا..
وكُلَّ الحضاراتِ صِفْرَا
وحوَّل ثَغْرَكِ بُسْتَانَ وردٍ
وحوَّلَ ثَغْريَ خمسين ثَغْرا..
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ أعلنَ في آخر الليلِ ،
أنّكِ أحلى النساءْ..
وأرشقُهُنَّ قواماً وخَصْرَا
وأعْلَنَ أنَّ الجميلاتِ في الكون نَثْرٌ
ووَحْدَكِ أنتِ التي صِرْتِ شِعْرَا
فباسْم السُكَارى جميعاً
وباسْمِ الحَيَارى جميعاً
وباسْمِ الذينَ يُعانونَ من لعنة الحُبِّ ،
أرجوكِ لا تَلْعَنيني..
وباسْمِ الذين يعانونَ من ذَبْحةِ القلبِ،
أرجوكِ لا تَذْبحيني..
أنا الآنَ في لَحَظاتِ الجُنُونِ العظيمِ
وسوفَ تُضِيعين فُرْصَة عُمْرِكِ،
إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنُوني..

رسالة إلى رجل ما




رسالة إلى رجل ما ..
(1)
يا سيدي العزيز
هذا خطاب امرأة حمقاء
هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء ؟
اسمي أنا ؟ دعك من الأسماء
رانية .. أم زينب
أم هند .. أم هيفاء
أسخف ما نحمله _ يا سيدي _ الأسماء









(2)
يا سيدي
أخاف أن أقول ما لدي من أشياء
أخاف _ لو فعلت _
أن تحرق السماء ..
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يمارس الحجر على عواطف النساء
يستعمل السكين ..
والساطور..
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع والأشواق ..
والضفائر السوداء
و شرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء ..

(3)
لا تنتقدني سيدي
إن كان خطي سيئاً ..
فإنني أكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب ..
يا سيدي !
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني ..
إذا رأى خطابي ..
يقطع رأسي ..
لو رأى الشفاف من ثيابي ..
يقطع رأسي ..
لو أنا عبرت عن عذابي ..
فشرقكم يا سيدي العزيز
يحاصر المرأة بالحراب ..
وشرقكم يا سيدي العزيز
يبايع الرجال أنبياء
ويطمر النساء في التراب ..

(4)
لا تنزعج !
يا سيدي العزيز.. من سطوري
لا تنزعج !
إذا كسرت القمقم المسدود من عصور ..
إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
إذا أنا هربت
من أقبية الحريم في القصور ..
إذا تمردت ، على موتي ..
على قبري ، على جذوري ..
والمسلخ الكبير ..
لا تنزعج يا سيدي
إذا أنا كشفت عن شعوري ..
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر ولا بالشعور ..
الرجل الشرقي
_ واغفر جرأتي _
لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ..

(5)
معذرة يا سيدي
إذا تطاولت على مملكة الرجال
فالأدب الكبير _ طبعاً _ أدب الرجال
والحب كان دائماً
من حصة الرجال ..
والجنس كان دائماً
مخدراً يباع للرجال ..
خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
أخرى ، سوى حرية الرجال ..
يا سيدي ..
قل كل ما تريده عني . فلن أبالي
سطحية .. غبية .. مجنونة .. بلهاء .
فلم أعد أبالي ..
لأن من تكتب عن همومها ..
في منطق الرجال تدعى امرأة حمقاء
ألم أقل في أول الخطاب إني امرأة حمقاء ….


(1)
على دفتر
سأجمع كل تاريخي
على دفتر
سأرضع كل فاصلة
حليب الكلمة الأشقر
سأكتب .لا يهم لمن..
سأكتب هذه الأسطر
فحسبي أن أبوح هنا
لوجه البوح لا أكثر
حروف لا مبالية
أبعثرها..على دفتر.. بلا أمل بأن تبقى
بلا أمل بأن تنشر
لعل الريح تحملها
فتزرع في تنقلها
هنا حرجا من الزعتر
هنا كرما ، هنا بيدر
هنا شمسا ، وصيفا رائعا أخضر
حروف سوف أفرطها كقلب الخوخة الأحمر
لكل سجينة .. تحيا
معي في سجني الأكبر
حروف سوف أغرزها بلحم حياتنا ..خنجر
لتكسر في تمردها
جليدا كان لا يكسر..
لتخلع قفل تابوت
أعد لنا لكي نقبر ..
كتابات أقدمها لأية مهجة تشعر
سيسعدني .. إذا بقيت
غدا مجهولة المصدر




( 2 )
أنا أنثى ..
أنا أنثى
نهار أتيت للدنيا
وجدت قرار إعدامي
ولم أر باب محكمتي
ولم أر وجه حكامي
( 3 )
عقارب هذه الساعة
كحوت أسود الشفتين يبلعني ..
عقاربها كثعبان على الحائط..
كمقصلة . كمشنقة
كسكين تمزقني ..
كلص مسرع الخطوات
يتبعني .. ويتبعني ..
لماذا لا أحطمها
وكل دقيقة فيها تحطمني ..
أنا امرأة بداخلها ..
توقف نابض الزمن
فلا نوار أعرفه
ولا نيسان يعرفني ..

(4)
أنا بمحارتي السوداء ..
ضوء الشمس يوجعني
وساعة بيتنا البلهاء
تعلكني ، وتبصقني ..
مجلاتي مبعثرة ..
وموسيقاي تضجرني .
مع الموتى .. أعيش أنا
مع الأطلال والدمن
جميع أقاربي موتى ..
بلا قبر ولا كفن ..
أبوح لمن ؟ ولا أحد
من الأموات يفهمني
أثور أنا على قدري
على صدأي .. على عفني ..
وبيت كل من فيه
يعاديني ويكرهني ..
نوافذه
ستائره
تراب الأرض يكرهني
أدق بقبضتي الأبواب ،
والأبواب ترفضني
بظفري .. أحفر الجدران
أجلدها وتجلدني ..
أنا في منزل الموتى ..
فمن من قبضة الموتى ؟..
يحررني ؟.


(5)

لمن صدري أنا يكبر ؟
لمن ..كرزاته دارت؟
لمن .. تفاحه أزهر؟
لمن؟
صحنان صينيان..من صدف ومن جوهر
لمن؟ قدحان من ذهب ..
وليس هناك من يسكر؟
أللشيطان.. للديدان.. للجدران لا تقهر؟
أربيها ، وضوء الشمس أسقيها
سنابل شعر الأشقر
( 6 )
خلوت اليوم ساعات إلى جسدي..
أفكر في قضاياه
أليس له هو الثاني قضاياه؟
وجنته وحماه؟
لقد أهملته زمنا
ولم أعبأ بشكواه
نظرت إليه في شغف
نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاء ..
غابته ، ومرعاه
أنا لوني حليبي
كأن الفجر قطره وصفاه
أسفت لأنه جسدي
أسفت على ملاسته
وثرت على مصممه ، وعاجنه ، وناحته
رثيت له ..
لهذا الوحش يأكل من وسادته ..
لهذا الطفل ليس تنام عيناه
نزعت غلا لتي عني
رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت النهد كالعصفور .. لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته ..
ومزق عنه ( تفتاه )
حزنت أنا لمرآه ..
لماذا الله كوره .. ودوره .. وسواه ؟
لماذا الله أشقاني بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدر
جرحا .. لست أنساه

( 7 )

لماذا يستبد أبي ؟
ويرهقني بسلطته ..
وينظر لي كآنية
كسطر في جريدته
ويحرص أن أضل له
كأني بعض ثروته
وأن أبقى بجانبه
ككرسي بحجرته ..
أيكفي أنني أبنته
وأني من سلالته
أيطعمني أبي خبزا ؟
أيغمرني بنعمته ؟
كفرت أنا .. بمال أبي
بلؤلؤه .. بفضته..
أبي لم ينتبه يوما
إلى جسدي .. وثورته
أبي رجل أناني
مريض في محبته
مريض في تعصبه
مريض في تعنته..
يثور .. إذا رأى صدري
تمادى في استدارته
يثور .. إذا رأى رجلاً
يقرب من حديقته..
أبي لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
سيأتي ألف عصفور
ليسرق من حديقته…

( 8 )

على كراستي الزرقاء .. استلقي بحرية
وأبسط فوقها ساقي في فرح وعفوية
أمشط فوقها شعري
وأرمي كل أثوابي الحريرية
أنام . أفيق عارية ..
أسير .. أسير حافية
على صفحات أوراقي السماوية
على كراستي الزرقاء..
أسترخي على كيفي ..
وأهرب من أفاعي الجنس
والإرهاب .. والخوف ..
وأصرخ ملء حنجرتي
أنا امرأة .. أنا امرأة ..
أنا إنسانة حية
أيا مدن التوابيت الرخامية
* * *
على كراستي الزرقاء..
تسقط كل أقنعتي الحضارية ..
ولا يبقى سوى نهدي
تكوم فوق أغطيتي كشمس إستوائية..
ولا يبقى سوى جسدي
يعبر عن مشاعره بلهجته البدائية ..
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقية ..

( 9 )
أحب طيور تشرين
تسافر .. حيثما شاءت
وتأخذ في حقائبها
بقايا الحقل من لوز ومن تين
أنا أيضاً ..
أحب أكون مثل طيور تشرين
أحب أضيع مثل طيور تشرين ..
فحلو أن يضيع المرء ..
بين الحين والحين ..
أريد البحث عن وطن ..
جديد .. غير مسكون
ورب لا يطاردني .
وأرض لا تعاديني .
أريد أفر من جلدي ..
ومن صوتي ومن لغتي
وأشرد مثل رائحة البساتين
أريد أفر من ظلي
وأهرب من عناويني ..
أريد أفر من شرق الخرافة والثعابين ..
من الخلفاء والأمراء ..
من كل السلاطين ..
أريد أحب مثل طيور تشرين ..
أيا شرق المشانق والسكاكين ..

(10)

صباح اليوم فاجأني ..
دليل أنوثتي الأول
كتمت تمزقي ..
وأخذت أرقب روعة الجدول
وأتبع موجه الذهبي ..
أتبعه ولا أسأل
هنا .. أحجار ياقوت
وكنز لآلئ مهمل
هنا .. نافورة جذلى
هنا .. جسر من المخمل
هنا .. سفن من التوليب ..
ترجو الأجمل ا لأجمل ..
هنا .. حبر بغير يد
هنا .. جرح ولا مقتل
أأخجل منه
هل بحر بعزة موجه يخجل؟
أنا للخصب مصدره
أنا يده
أنا المغزل ..
( 11 )
أسائل دائماً نفسي :
لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
لكل الناس .. كل الناس ..
مثل أشعة الفجر ..
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر ..
ومثل الغيم والأمطار
والأعشاب ولزهر..
أليس الحب للإنسان
عمرأً داخل العمر ؟..
لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟
طبيعياً ..
كأية زهرة بيضاء ..
طالعة من الصخر ..
طبيعياً ..
كلقيا الثغر بالثغر ..
ومنساباً كما شعري على ظهري ..
لماذا لا يحب الناس .. في لين وفي يسر ؟..
كما الأسماك في البحر ..
كما الأقمار في أفلاكها تجري ..
لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟
ضرورياً كديوان من الشعر ..

(12)
أفكر : أينا أسعد ؟
أنا أم قطنا الأسود ؟
أنا ؟
أم ذلك الممدود .. سلطاناً على المقعد ؟
سعيداً تحت فروته ..
كرب ، مطلق .. مفر ..
أفكر : أينا حر
ومن منا طليق اليد
أنا أم ذلك الحيوان
يلحس فروه الأجعد ؟
أمامي كائن حر ..
يكاد للطفه يعبد
لهذا القط .. عالمه
له طرر .. له مسند
له في السطح مملكة
ورايات له تعقد ..
له حرية … وأنا
أعيش بقمقم موصد …

(13)
أنا نهداي في صدري
كعصفورين .. قد ماتا من الحر
كقديسين شرقيين متهمين بالكفر ..
كم اضطهدا .. وكم جلدا
وكم رقدا على الجمر ..
وكم رفضا مصيرهما
وكم ثارا على القهر ..
وكم قطعا لجامهما
وكم هربا من القبر ..
متى سيفك قيدهما ..
متى؟ يا ليتني أدري …

(14)
نزلت إلى حديقتنا ..
أزور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي ..
حضنت حشيشها الطالع ..
رأيت شجيرة الدراق ..
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلاً ..
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراكع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع …
أحتى الأرض يا ربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بار ع .. بارع
أحتى الأرض يا ربي ؟
لها يوم … تحب به ..
تبوح به .. تضم حبيبها الراجع
***
رفوف العشب من حولي ..
لها سبب … لها دافع
فليس الزنبق الفارع
وليس الحقل .. ليس النحل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذي الأرض ..
غير حديثها الرائع ..
***
أحس بداخلي بعثاً
يمزق قشرتي عني
ويسقي جذري الجائع
و يدفعني لأن أعدو ..
مع الأطفال في الشارع
أريد .. أيد أن أعطي
كأية زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كأية نحلة في الحقل
تمنح شهدها النافع
***
أريد … أريد أن أحيا
بكل خلية مني
مفاتن هذه الدنيا ..
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد .. أريد أن أحيا ..
بكل حرارة الواقع ..
بكل حماقة الواقع ..

(15)
أبي صنف من البشر ..
مزيج من غباء الترك ..
من عصبية التتر ..
أبي .. أثر من الآثار ..
تابوت من الحجر ..
تهرأ كل ما فيه ..
كباب كنيسة نخر ..
كهارون الرشيد أبي ..
جواريه مواليه
تمطيه على تخت من الطرر
نحن هنا ..
سباياه .. ضحاياه
مماسح قصره القذر ..

(16)
أغط الحرف بالجرح
وأكتب فوق جدران ..
من الكبريت والملح ..
وأبصق فوق أوثان ..
عواطفها من الملح ..
وأعينها ..
ومنطقها من الملح ..

(17)
لماذا .. في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً … وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا ..
ونستعطي الرسائل ..
والمشاويرا..
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا …
لماذا نحن قصدير ؟
وما يبقى من الإنسان ..
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساساً .. وتفكيرا ؟
لماذا نحن أرضيون ..
تحتيون ..
نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم ..
يسبون الضفائر والتنانيرا ..
وحين الليل يطويهم ..
يضمون التصاويرا ….

(18)
يعود أخي من الماخور ..
عند الفجر سكرانا ..
يعود كأنه السلطان ..
من سماه سلطانا ؟..
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا .. وأغلانا ..
ويبقى _ في ثياب العهر _
أطهرنا .. وأنقانا .
يعود أخي من الماخور ..
مثل الديك .. نشوانا ..
فسبحان الذي سواه من ضوء ..
ومن فحم رخيص .. نحن سوانا ..
وسبحا الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا ….

(19)
خرجت اليوم للشرفة ..
على الشباك .. جارتنا المسيحية
تحييني ..
فرحت لأن إنساناً يحييني
لأن يداً صباحية
يداً كمياه تشرين ..
تلوح لي .. تناديني ..
أيا ربي !
متى نشفى ، هنا ،
من عقدة الدين ،
أليس الدين كل الدين ،
إنساناً يحييني ..
ويفتح لي ذراعيه ..
ويحمل غصن زيتون …

(20)

تخيف أبي مراهقتي..
يدق لها
طبول الذعر والخطر ..
يقاومها ..
يقاوم دعوة الخلجان
يلعن جرأة المطر ..
يقاوم دون ما جدوى ..
أبي يشقى ..
إذا سألت رياح الصيف عن شعري
ويشقى إن رأى نهدي
يرتفعان في كبر ..
ويغتسلان كالأطفال ..
تحت أشعت القمر ..
فما ذنبي وذنبهما؟
هما مني .. هما قدري ..

( 21 )
سماء مدينتي تمطر
ونفسي .. مثلها تمطر
وتاريخي معي .. طفل
نحيل الوجه لا يبصر
أنا حزني رمادي
كهذا الشارع المقفر
أنا نوع من الصبير ..
لا يعطي .. ولا يثمر
حياتي مركب ثمل
تحطم قبل أن يبحر ..
وأيامي مكررة
كصوت الساعة المضجر
وكيف أنوثتي ماتت
أنا ما عدت أستفكر
فلا صيفي أنا صيف
ولا زهري أنا يزهر
بمن أهتم .. هل شيء
بنفسي _ بعد _ ما دمر
أبالعفن الذي حولي ..
أم القيم التي أنكر
حياتي كلها عبث
فلا خبر .. أعيش له .. ولا مخبر
للا أحد .. أعيش أنا ..
ولا .. لا شيء أستنظر …

(22)
متى يأتي ترى بطلي ؟
لقد خبأت في صدري
له زوجان من الحجل
وقد خبأت في ثغري
له ، كوزا من العسل ..
متى يأتي على فرس
له ، مجدولة الخصل
ليخطفني ..
ليكسر باب معتقلي
فمنذ طفولتي وأنا ..
أمد على شبابيكي ..
حبال الشوق والأمل ..
وأجدل شعر الذهبي كي يصعد ..
على خصلاته .. بطلي ..



(23)
سأكتب عن صديقاتي ..
فقصة كل واحدة
أرى فيها .. أرى ذاتي
ومأساة كمأساتي ..
سأكتب عن صديقاتي ..
عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات ..
عن الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات ..
عن البواب لا تفتح
عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
عن الحلمات تحت حريرها تنبح
عن الزنزانة الكبرى
وعن جدرانها السود ..
ون آلف .. آلف الشهيدات
دفن بغير أسماء بمقبرة التقاليد ..
صديقاتي ..
دمى ملفوفة بالقطن
داخل متحف مغلق
نقود .. صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
وأوعية من البلور مات فراشها الأزرق …
بلا خوف سأكتب عن صديقاتي ..
عن الغلال دامية بأقدام الجميلات ..
عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضراعات ..
عن الأشواق تدفن في المخدات ..
عن الدوران في اللاشيء ..
عن موت الهنيهات ..
صديقاتي ..
رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات ..
سبايا في حريم الشرق .. موتى غير أموات ..
يعشن ، يمتن ، مثل الفطر في جوف الزجاجات
صديقاتي ..
طيور في مغائرها تموت بغير أصوات …

(24)
بلادي ترفض الحبا
تصادره كأي مخدر خطر
تسد أممه الدربا ..
تطارده ..
تطارد ذلك الطفل الرقيق الحالم العذبا
تقص له جناحيه ..
وتملأ قلبه الرعبا ..
بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا
وحول صخرها ذهبا ..
وغطى أرضها عشبا ..
وأعطاها كواكبها
وأجرى ماءها العذبا
بلادي لم يزرها الرب
منذ اغتالت الربا …



(25)
كفى يا شمس تموز
غبار الكلس يعمينا
فمنذ البدء ، غير الكلس لم تشرب أراضينا
ومنذ البدء غير الدمع ، لم تسكب مآقينا
ومنذ البدء نستعطي سماء ليس تعطينا ..
كفانا نلعق الأحجار
والإسفلت ، والطينا
كفانا ، يا سماوات
من القصدير تكوينا ..
جلود وجوهنا يبست
تشقق لحم أيدينا ..
لماذا ؟ ترفض الأمطار أن تسقي روابينا
لماذا ؟ تنشف الأنهار إن مرت بوادينا ..
لماذا ؟ تصبح الأزهار فحماً في أوانينا
لأنا قد قتلنا العطر .. واغتلنا الرياحينا..
وأغمدنا بصدر الحب ، أغمدنا السكاكينا ..
لأن الأرض تشبهنا
مناخات … وتكوينا ..
لأن العقم ، كل العقم
لا في الأرض بل فينا …

(26)
يروعني ..
شحوب شقيقتي الكبرى
هي الأخرى
تعاني ما أعانيه
تعيش الساعة الصفرا ..
تعاني عقدة سوداء
تعصر قلبها عصرا
قطار الحسن مر بها
ولم يترك سوى الذكرى
ولم يترك من النهدين
إلا الليف والقشرا
لقد بدأت سفينتها
تغوص .. وتلمس القعرا ..
أراقبها .. وقد جلست
بركن ، تصلح الشعرا
تصففه .. تخربه ..
وترسل زفرة حرى
تلوب .. تلوب ..في الردهات ..
وتقبع في محارتها
كنهر … لم يجد مجرى ..

( 27 )

فساتيني !
لماذا صرت أكرهها ؟
لماذا لا أمزقها ؟
أقلب فوقها طرفي
كأني لست أعرفها
كأني .. لم أكن فيها
أحركها و أملؤها ..
لم تتهدل الأثواب .. أحمرها وأزرقها
وواسعها .. وضيقها
وعاريها .. ومغلقها
لمن قصبي .. لمن ذهبي ؟
لمن عطر فرنسي ؟
يقيم الأرض من حولي ويقعدها
فساتيني !
فراشات محنطة
على الجدران لأصبها
وفي قبر من الحرمان أدفنها ..
مساحيقي وأقلامي
أخاف أخاف أقربها
وأمشاطي .. ومرآتي
أخاف أخاف ألمسها ..
فما جدوى فراديسي ؟..
و لا إنسان يدخلها …

(28)
مدينتنا ..
تضل أثيرة عندي .
برغم جميع ما فيها
أحب نداء باعتها
أزقتها أغانيها
مآذنها .. كنائسها
سكاراها .. مصليها ..
تسامحها .. تعصبها
عبادتها لماضيها ..
مدينتنا _ بحمد الله _
راضية بما فيها ..
ومن فيها ..
بآلاف من الأموات تعلكهم مقاهيها ..
لقد صاروا ، مع الأيام
جزء من كراسيها ..
صراصير محنطة ، خيوط الشمس تعميها
مدينتنا .. وراء النرد ، منفقة لياليها
وراء جريدة كسلي وعابرة تعريها..
فلا الأحداث تنفضها
ولا التاريخ يعنيها ..
مدينتنا .. بلا حب
يرطب وجهها الكلسي .. أو يروي صحاريها
مدينتنا بلا امرأة ..
تذيب صقيع عزلتها
وتمنحها معانيها …

(29)
أقمنا نصف دنيانا على حكم وأمثال
وشيدنا مزارات .. لألف .. وألف دجال ..
وكالببغاء .. رددنا مواعظ ألف محتال ..
قصدنا شيخ حارتنا ، ليرزقنا بأطفال
فأدخلنا لحجرته
وقام بنزع جبته
وباركنا وضاجعنا
وعند الباب طالبنا
بدفع ثلاث ليرات لصنع حجابه البالي ..
وعدنا مثلما جئنا
بلا ولد .. ولا مال



(30)
يعيش بداخلي وحش
جميل اسمه الرجل
له عينان دافئتان ..
يقطر منهما العسل
ألامس صدره العاري
ألامسه . أختجل ..
قرونا .. وهو مخبوء
بصدري … ليس يرتحل
ينام وراء أثوابي ..
ينام كأنه الأجل
أخاف .. أخاف أوقظه
فيشعلني .. ويشتعل
كمخلوق خرافي يعيش بذهننا الرجل
تصورناه تنيناً .. له تسعون إصبعة
وشدق أحمر ثمل ..
تصورناه خفاشاً .. مع الظلمات ينتقل
تخيلناه قرصاناً ، تخيلناه ثعباناً
أمد يدي لأقتله
أمد يدي و لا أصل
**
إله في معابدنا ، نصليه ونبتهل
يغازلنا .. وحين يجوع يأكلنا
ويملا الكأس من دمنا .. ويغتسل ..
إله لا نقاومه ، يعذبنا ونحتمل ..
ويجذبنا نعاجاً من ضفائرنا ونحتمل ..
ويلهو في مشاعرنا ، ويلهو في مصائرنا ونحتمل
ويدمينا … ويؤذينا
ويقتلنا .. ويحيينا
ويأمرنا فنمتثل
إله ما له عمر إله أسمه الرجل .

(31)
تلاحقنا الخرافة والأساطير
من القبر الخرافة والأساطير
ويحكمنا هنا أموات .. والسياف مسرور
ملايين من السنوات..
لا شمس ولا نور
بأيدينا مسامير
وأرجلنا مسامير
وفوق رقابنا سيف
رهيف الحد مسعور
وفوق فرانا عبد
قبيح الوجه مجدور
من النهدين يصلبنا
وبالكرباج يجلدنا..
ملايين من السنوات .. والسياف مسرور
يفتش في خزائننا
يفتش في ملابسنا ..
عن الأحلام نحملها
عن الأسرار تكتمها الجوار ير
عن الأشواق تحملها التحارير ..
ملايين من السنوات .. والسياف مسرور
مقيم في مدينتنا
أراه في ثياب أبي
أراه في ثياب أخي
أراه .. هاهنا .. وهنا
فكل رجال بلدتنا ..
هم السياف مسرور …

(32)

ثقافتنا ..
فقاقيع من الصابون والوحل ..
فما زالت بداخلنا
رواسب من ( أبي جهل )
وما زلنا
نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلف نساءنا بالقطن .. ندفنهن في الرمل
ونملكهن كالسجاد ..
كالأبقار في الحقل
ونهزأ من قوارير
بلا دين ولا عقل ..
ونرجع آخر الليل ..
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والحيل ..
نمارسه خلال دقائق خمسٍ
بلا شوق .. ولا ذوق ..
ولا ميل ..
نمارسه .. كآلات
تؤدي الفعل للفعل ..
ونرقد بعدها موتى ..
ونتركهن وسط النار ..
وسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل
بنصف الدرب نتركهن ..
يا لفظاظة الحيل ..

( 33 )
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا
وصك زواجنا معنا
وصك طلاقنا معنا..
وقلنا : الله قد شرع
ليالينا موزعة
على زوجاتنا الأربع..
هنا شفة .. هنا ساق ..
هنا ظفر .. هنا إصبع
كأن الدين حانوت
فتحناه لكي نشبع ..
تمتعنا ( بما أيماننا ملكت )
وعشنا في غرائزنا بمستنقع
وزورنا كلام الله بالشكل الذي ينفع
ولم نخجل بما نصنع
عبثنا في قداسته
نسينا نبل غايته..
ولم نذكر سوى المضجع
ولم نأخذ
سوى زوجاتنا الأربع …


(34)
أنا طروادة أخرى أقاوم كل أسواري
وأرفض كل ما حولي .. ومن حولي .. بإصرار ..
أقاوم واقعي المصنوع ..
من قش وفخار ..
أقاوم كل أهل الكهف . والتنجيم ، والزار ..
تواكلهم ، تآكلهم ، تناسلهم كأبقار ..
أمامي ألف سياف وسياف
وخلفي ألف جزار وجزار …
فيا ربي !
أليس هناك من عار سوى عاري ؟
ويا ربي !
أليس هناك من شغل
لهذا الشرق .. غير حدود زناري ؟؟.





(35)
تظل بكارة الأنثى
بهذا الشرق عقدتنا وهاجسنا
فعند جدارها الموهوم قدمنا ذبائحنا..
وأولمنا ولائمنا ..
نحرنا عند هيكلها شقائقنا
قرابيناً .. وصحنا _( واكرامتنا ) .
صداع الجنس ..مفترس جماجمنا
صداع مزمن بشع من الصحراء رافقنا
فأنسانا بصيرتنا ، وأنسانا ضمائرنا
وأطلقنا ..
قطيعاً من كلاب الصيد .. تستوحي غرائزنا ..
أكلنا لحم من نهوى ومسحنا خناجرنا ..
وعند منصة القاضي صرخنا ( واكرامتنا ) ..
وبرمنا كعنترة بن شداد شواربنا …




(36)
وداعا .. أيها الدفتر
وداعا يا صديق العمر ، يا مصباحي الأخضر
ويا صدرا بكيت عليه ، أعواما ، ولم يضجر
ويا رفضي .. ويا سخطي ..
ويا رعدي .. ويا برقي ..
ويا ألما تحول في يدي خنجر ..
تركتك في أمان الله
يا جرحي الذي أزهر
فإن سرقوك من درجي
وفضوا ختمك الأحمر
فلن يجدوا سوى امرأة
مبعثرة على دفتر ..

السبت، 5 يونيو 2010

كيف تكونين حبيبتي ولا أخرج على النص ؟





1
لا أستطيع أن أكون تقليدياً
عندما أحبك .
ولا أن أكتب نصاً عادياً
لواحدة غير عاديه ..
فأنت امرأة أخرى .
وثقافة أخرى .
وحضارة أخرى .
ولغة لم تتشكل مفرداتها بعد ..
ومهمتي الأولى هي أن أخرج على النص ..
وأكتب لك شعراً خارج المألوف .
وأجعل منك امرأة خارج المألوف ..

2
أنا لا أحبك .. فقط
ولكنني أشعر بمسؤوليتي عنك .
منذ أن كنت ترضعين حليب أمك
حتى أصبحت ترضعين دمائي ..
أشعر بمسؤوليتي ..
عن الكتب التي تقرأينها .
والموسيقى التي تحبينها .
وسراويل الجينز التي تلبسينها .
والأفكار المتطرفة التي تحملينها .
أشعر بمسؤوليتي
عن كل شعرة تسقط منك على قميصي .
وكل دبوس تنسينه فوق وسادتي .
وكل طعنة نجلاء تتركينها ..
على ضفاف فمي !!

3
أنا لا أحبك .. فقط
ولكنني أدرس سيرتك الذاتيه
من القرن العاشر قبل النهد ..
إلى السنة المليون
بعد ظهور الحياة فوق شفتك السفلى ..
ومن الشامات المرشومة كحب السمسم على كتفيك ..
إلى آخر خواتم فضه
من خواتم عمودك الفقري !!.

4
أنا لا أحبك .. فقط
ولكنني أصحح تاريخ أنوثتك ..
وأغير حدودك الإقليميه ..
وأعلمك الأسماء .. والأفعال ..
ورواية الشعر ..
وأساعدك على كتابة فروضك المدرسيه .
بعد أن بقيت ألف سنة
في روضة الأطفال ..

5
أنا لا أحبك .. فقط
ولكنني أحاول أن أخلخل ذاكرتك
وأزعزع طمأنينتك .
وأرمي حجراً في مياه البحر الميت .
وأغسل دماغك
من كل التابويات .. والخرافات ..
والأقوال المأثوره ..
وأشعل الحرائق في ثيابك الفلكلوريه ..
وانتماءاتك القبليه ..
وامزق كل الأحكام الشهرياريه ..
التي حكمت على جسدك الجميل
بالأشغال الشاقة المؤبده !!.

6
أنا لا أحبك .. وحدي
ولكنني أحاول أن أقنع الحقول ، والسنابل ،
والغيوم ، والأمطار ، والبحار ، والأشرعة ،
والأرانب ، والقطط ، والأطفال ، والحمائم ..
حتى تحبك معي ..
فلن يخرج الربيع إلا من بين أصابعك ..
ولن تتشكل الحضارات إلا على ضفاف أنهارك
ولن يستخرج الذهب إلا من ممناجم أنوثتك ..
ولن تكون هناك قصيدة عظيمه ..
لا تحمل توقيعك ..

7
لم يعلموني في المدرسة
كيف أحب امرأه ..
ولكنني اكتشفتك بحاستي السادسه
كما يكتشف الحصان العربي مصادر الماء .
وكما يتخيل الصوفيون
شكل النساء في الجنه ..

8
أنا لا أحبك كما يحبك الآخرون
ولا أطاردك كغزال صحراوي
كما يفعل الآخرون ..
ولا أدوس على أزاهيرك
كما يفعل الآخرون ..
وإنما أمزمزك بهدوء
كحبة العنب ..
و أرسمك على طريقتي
مرة بالأكواريل ..
ومرة بالحبر الصيني ..
ومرة ثالثة بمشتقات دمي ..

9
أنت يا سيدتي ،
لست امرِأة الوقت الضائع .. والمصادفات ..
لست المرأة التي أقابلها في قاعات الترانزيت
وأودعها في قاعات الترانزيت ..
فأنا متفرغ لك ليلاً ونهاراً
أشق الأنهار ..
وأزرع النخيل ..
وأجمع محصول القطن ..
وأستخرج منك ماء الورد ..
وزيت الياسمين ..

10
أنا لا أحبك ..
على طريقة الهيبيين ، والغجريين ، والفوضويين ..
ولكنني أتعامل معك ، كما أتعامل مع شعري
صدراً .. وعجزاً ..
وزناً .. وقافيه ..
نمنمة .. وتطريزاً ..
حتى لا يعرف الناس
أين تبدأين أنت ؟
وأين تنتهي القصيده ؟..

11
في بداية علاقتنا
كنت في شؤون الحب ، نصف أميه
وكنت تأكلين نصف الكلمات ..
ونصف الأصوات ..
ونصف القبلات ..
أما الآن ..
فقد صرت دليلتي .. ومرشدتي .. ومعلمتي ..
و أصبحت مرجعاً أكاديمياً من مراجع العشق
ألجأ إليه ، لأقوم لغتي
وأستكمل ثقافتي ..

12
حافظي على طفولتي ، يا سيدتي
حافظي ما أمكنك
على طيشي .. ونزقي ..
وحماقاتي ..
فيوم تقطعين حليب أمومتك عني
وتنبت لي أضراس العقل ..
ستسقط من فمي على الفور
كل أضراس الشعر ..